قائمة الکتاب
استقبال خلافة الإمام بين المحرومين والأُستقراطيين
٢٤١
إعدادات
الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته
الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته
المؤلف :الدكتور محمد حسين علي الصّغير
الموضوع :سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر :مؤسسة العارف للمطبوعات
الصفحات :400
تحمیل
« والله لو كان ساعة من نهار لاجتهدت فيها رأيي ، ولا وليّتُ هؤلاء ، ولا مثلهم يُولى ... لا أدّهن في ديني ، ولا أعطي الدني من أمري ».
وكذلك أشار عبد الله بن عباس بمثل هذا « أبقه شهراً وأعزله دهراً ».
فأبى الإمام ذلك وقال بما معناه : عليك أن تشير وعليّ أن أرى ، فإذا عصيتك فأطعني. فقال ابن عباس : « إن أيسر حالك عندي الطاعة ».
وكان عليٌّ عليهالسلام صاحب حق وصاحب دين ، فلا يداخل أحداً في دينه ، ولا يتنازل أبداً عن حقه ، فدعا إليه وجوه الناس وفيهم طلحة والزبير ، وجملة المهاجرين والأنصار ، فأخبرهم بما عليه معاوية ، من خلع الطاعة ومفارقة الجماعة ، وانبأهم أن الحل يتحدد بمقاومته عسكرياً قبل أن تستشري الفتنة ، وعلم الناس رأي الإمام ، وعلموا أيضاً أنها الحرب ، وآخر الدواء الكي.
وكان طلحة والزبير يقدّران أن الإمام سيوليهما على بعض الأقاليم ، وأنه محتاج إليهما ، أو يستدفع خطرهما ، لأنهما من أصحاب الشورى ، وهما قد أسلما عثمان وخذلاه ، بل أعانا عليه وألبا حتى قتل ، وهما قد أقبلا على بيعة الإمام طائعين ، وأول يد بايعته يد طلحة وكانت جذاء ، وتشاءم الناس من ذلك ، وكان الأمر كذلك.
صرح طلحة والزبير للإمام بطلب الولاية على المصرين : الكوفة والبصرة ، فأبى عليهما الإمام ، وتلطف بهما برفق ، وقال :
« أحب أن تكونا معي أتجمل بكما ، فإني أستوحش لفراقكما ».