قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

تحمیل

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

244/400
*

« والله لو كان ساعة من نهار لاجتهدت فيها رأيي ، ولا وليّتُ هؤلاء ، ولا مثلهم يُولى ... لا أدّهن في ديني ، ولا أعطي الدني من أمري ».

وكذلك أشار عبد الله بن عباس بمثل هذا « أبقه شهراً وأعزله دهراً ».

فأبى الإمام ذلك وقال بما معناه : عليك أن تشير وعليّ أن أرى ، فإذا عصيتك فأطعني. فقال ابن عباس : « إن أيسر حالك عندي الطاعة ».

وكان عليٌّ عليه‌السلام صاحب حق وصاحب دين ، فلا يداخل أحداً في دينه ، ولا يتنازل أبداً عن حقه ، فدعا إليه وجوه الناس وفيهم طلحة والزبير ، وجملة المهاجرين والأنصار ، فأخبرهم بما عليه معاوية ، من خلع الطاعة ومفارقة الجماعة ، وانبأهم أن الحل يتحدد بمقاومته عسكرياً قبل أن تستشري الفتنة ، وعلم الناس رأي الإمام ، وعلموا أيضاً أنها الحرب ، وآخر الدواء الكي.

وكان طلحة والزبير يقدّران أن الإمام سيوليهما على بعض الأقاليم ، وأنه محتاج إليهما ، أو يستدفع خطرهما ، لأنهما من أصحاب الشورى ، وهما قد أسلما عثمان وخذلاه ، بل أعانا عليه وألبا حتى قتل ، وهما قد أقبلا على بيعة الإمام طائعين ، وأول يد بايعته يد طلحة وكانت جذاء ، وتشاءم الناس من ذلك ، وكان الأمر كذلك.

صرح طلحة والزبير للإمام بطلب الولاية على المصرين : الكوفة والبصرة ، فأبى عليهما الإمام ، وتلطف بهما برفق ، وقال :

« أحب أن تكونا معي أتجمل بكما ، فإني أستوحش لفراقكما ».