والبهتان وتسخير المال ، وشراء الرجال إزاء السلطان كما سترى.
واستقبل الإمام تخطيطه في ضوء الإسلام وبهدي القرآن وأضواء السنة بكثير من التقوى والورع ، فأسند الولاية لأصحابها ، وكان جديراً بأن يختار الأمثل فالأمثل وقد فعل هذا بكل أمانة.
فما إن فرغ من البيعة حتى لبى نداء الضمير الإنساني في عزل ولاة عثمان ، واستبدلهم بغيرهم من الصالحين والمؤهلين من أصحابه ، وكان الأنصار في حرمان أيام الشيخين وعثمان ، فرّد إليهم الإعتبار السياسي من خلال كفاياتهم ، فاستعمل منهم ثلاثة أعلام لثلاثة أمصار ؛ فأرسل قيس بن سعد بن عبادة والياً إلى مصر ، واستعمل عثمان بن حنيف على البصرة ، وعيّن سهل بن حنيف والياً على الشام.
وعاد عليّ إلى قريش فأرسل خالد بن العاص بن المغيرة المخزومي إلى مكة والياً ، وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب عاملاً على اليمن.
وأقر بإشارة مالك الأشتر أبا موسى على الكوفة ، فبعث إليه بالبيعة ، وقيل أرسل عمارة بن شهاب إلى الكوفة ، فلقيه في الطريق من أشار عليه بالرجوع لأن أهل الكوفة لا يرضون بغير أبي موسى الأشعري أميراً ، وكان يتضاعف لهم ، ولا يهمه أمرهم.
وتوجه عمال الإمام إلى أقاليمهم ، فدخل عثمان بن حنيف البصرة ، فإرتحل عنها عامل عثمان عبد الله بن عامر بن كريز ، وحمل معه ما في بيت المال جميعاً وأتى مكة ، ودخل ابن عباس اليمن فرحل عنها عامل عثمان يعلى بن أمية ، واحتمل بيت المال وأتى مكة. وسار قيس بن سعد بن عبادة إلى مصر ، ودخلها في غير جهد ولا مشقة وأخذ