قال قبلها بقليل : «
لوددت أني كنت سألت رسول الله ، عن هذا الأمر فلا يتنازعه أحد ».
فهلاّ استشار أحداً ، وهلا سأل علياً
مثلاً ؛ نعم دعا إليه عبد الرحمن بن عوف فأدلى برأيه في عمر ، فقال : « هو والله
أفضل من رأيك فيه ولكن فيه غلظة.
ودعا عثمان فسأله عن عمر فقال : « إن
سريرته خير من علانيته » فقال أبو بكر : « لو كنت مستخلفاً أحداً غير عمر
لاستخلفتك يا عثمان ». وهي إشارة ذكية أن سيأتيك الدور يا عثمان ، ومد عثمان لها
عينيه ، وأصغى بأذنيه ، وصر عليها صراً ، فهي بارقة أمل عريض.
وعهد ابو بكر إلى عمر فيما كتبه عثمان
وأقره عليه حينما غشيه الموت.
« أما بعد فإني قد استخلفت عليكم ابن
الخطاب ».
ودخل على أبي بكر طلحة في تلك الحال
فجبهه بقوله : « ما أنت قائل لربك غداً ، وقد وليت علينا فظاً غليظاً ، تفرق منه
النفوس ، وتنفض عنه القلوب ».
فزجره ابو بكر زجراً عنيفاً. وتم
استخلاف عمر ، وتناهى الخبر إلى علي ، وتجدد المصاب عليه ، وعاوده الحيف الجديد
فما وهن عزمه في ذات الله ، ولا فوجئ بهذه النتيجة فهو يتوقعها ويدري خطتها في
رؤية واضحة.
وكان الإجحاف الذي لحق بعليّ هذه المرة
منظماً ، فما كان لأبي بكر ليعدو عمر في شأن الخلافة ، وما كان لعلي أن يطمع بها ـ
وهو الزاهد ـ بوجود عمر ، فابو بكر وعمر فرسا رهان ، إن كبا أحدهما نهض