يعترف بعظمة الإمام
علي وسموّه وجلاله ، لأن معرفته بالإمام معرفة جلالية ، فلا يوالي أمير المؤمنين عليهالسلام
في عقيدته ولا يقتدي في سلوكه وأفعاله ، فهذا دليل على أنّ معرفته لم تصل إلى رتبة المعرفة الجمالية التي لها الأثر الكبير في علاقة العارف بأهل البيت عليهمالسلام
.
فهكذا معرفة البعض بالإمام الحسين عليهالسلام فإنه يعرفه حق
المعرفة بأن له الدور الكبير في إحياء الدين ، وأنه ابن رسول الله ، وضحى بكل ما لديه لاجل الدين وهداية البشرية ... .
ولكن مع ذلك لا يتورّع عن النظر إلى
المرأة الأجنبية وهو في حرم الإمام الحسين عليهالسلام
، فهذا دليل على أنه لا يرى للحرم حُرمةً ولا يراه شريفاً وإلّا كيف يجرء على المعصية ، فهذا ينطبق على كل عارف بالإمام الحسين عليهالسلام معرفة جلالية ، فإنها غير كافية عن منعه عن ارتكاب المعصية .
أمّا الشيعي الحقيقي العارف بحقّه معرفة
جمالية فإنّه يقدّس الحرم والمدفون في الحرم غاية التقديس والتعظيم ، فتراه يدخل الحرم الشريف خاشعاً متأدّباً بآداب الزيارة والمكان .
فبالمعرفة يكتسب المؤمن أدباً وخضوعاً
وحباً ، لأن الإمام الحسين عليهالسلام
هو باب الله الذي منه يؤتى ووسيلته التي إليه ترجى ونوره في أرضه .
نحن نعلم أن الذي يقف أمام نورٍ حِسِّي
سيتكوَّن خلفه ظلّ وظلمة ، ويتصاغر هذا الظلّ وتندحر هذه الظلمة كلما اقترب من النور ، فما يعيشه الإنسان من الجهل الذي خُلِقَ من الظُلمة وجُعل له وهي الصفات الذميمة وكلّها ظلمانية كما خُلق العقل من النور وجعل الله له جنوداً نورانية ، كما في حديث العقل في كتاب الكافي .