قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

النور المبين في شرح زيارة الأربعين

النور المبين في شرح زيارة الأربعينالنور المبين في شرح زيارة الأربعين

النور المبين في شرح زيارة الأربعين

تحمیل

النور المبين في شرح زيارة الأربعين

7/248
*

فقال سلمان : إنما جئت من حيث جئتم .

فقالوا : فأين آثار أقدامك ؟

فقال : إني لمّا رأيت أقدام أمير المؤمنين عليه‌السلام وضعت أقدامي عليها لأني أعلم انه لا يضع قدماً ولا يرفعها إلّا بحكمة وعلم .

هكذا يعرف سلمان مولاه وهكذا يقتفي أثره ، فمعرفة سلمان بالإمام معرفة جمالية .

وهناك معرفة أُخرى لأمير المؤمنين والإمام الحسين عليه‌السلام وهي المعرفة الكمالية ، وهذه منحصرة بالله تعالى ورسوله حيث صرّح بذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : « يا عليّ ما عرفك إلّا الله وأنا » .

والسبب واضح وهو أنه لا يعرف حقيقة الولي والحجة وباطن أمير المؤمنين إلّا من كان محيطاً بذلك تمام الاحاطة .

فعلى هذا الكلام تكون معرفتنا نحن بالأئمة عليهم‌السلام عرفة جماليّة لا كماليّة ، فكلّما ازدادت معرفتنا بهم زاد حبُّنا لهم ، وإذا زدنا حباً زدنا أدباً ، ومن خلال الأدب والحب نزداد علماً ونوراً في ساحتهم وروضتهم ، لأن العلم ليس بكثرة التعلم وإنما هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء .

وقال النبي عيسى عليه‌السلام : ليس العلم في السماء حتى ينزل إليكم ولا في الأرض فيخرج لكم وإنما هو في قلوبكم ، فتخلّقوا باخلاق الرّوحانيين يظهر لكم » .

وهو نظير قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من اخلص لله أربعين يوماً تنفجر ينابيع الحكمة في قلبه » .

فلابد للإنسان الذي يريد الترقّي في سُلَّم الكمال من المعرفة فإن الفضل بالمعرفة « افضلكم افضلكم معرفة » وهي التي تقود إلى العبادة الحقة الخالصة ، ومن هنا صار نوم العالم أفضل من قيام الجاهل لأن قيمة الإنسان بالمعرفة .