.......................................................................................
________________________________________________
إلهي وسيدي أرى أنواراً قد احدقوا بهم لا يحصى عددهم إلّا أنت قيل : يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال إبراهيم : وبما تعرف شيعته ؟ قال : بصلاة إحدى وخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، والقنوت قبل الركوع والتختم في اليمين ، فعند ذلك قال إبراهيم : اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين ، قال : فاخبر الله تعالى في كتابه فقال : ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ) .
ثم إن الخُلّة مقام فوق مقام الرسالة فليس كُلّ رسول يصل إلى مستوى أن يكون خليلاً لله تعالى وإبراهيم خرج من كل الامتحانات بنجاح ولم يصدر منه حتى ما يسمى بترك الأولى على ما يبدوا من قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) وفي الأخبار ان الله اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً ونبيّاً قبل أن يتخذه رسولاً ورسولاً قبل أن يتخذه خليلاً وخليلاً قبل أن يتخذه إماماً فلما جمع له هذه الأشياء ، قال ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) وهذا يدل على أن الخُلّة أرفع من مقام الرسالة وقد اتصف بها أبو عبد الله الحسين عليهالسلام في هذه الزيارة حيث يقول الإمام الصادق عليهالسلام : اَلسَّلٰامُ عَلىٰ خَليلِ اللهِ وَنَجيبِهِ .
وأما قوله عليهالسلام وَنَجيبِهِ :
قال في مجمع البحرين : النجيب الفاضل من كل حيوان وقد نُجب ينجب نجابة إذا كان فاضلاً نقياً في نوعه والجمع : النجباء ... إلى أن قال : وانتجبه اختاره واصطفاه والمنتجب : المختار .
أقول : ففي المقام يراد منه أن الإمام
الحسين عليهالسلام
وصل إلى درجة من القرب الإلهي بحيث كشف الله تعالى عنه جميع الحجب بينه تعالى وبين الحسين عليهالسلام