.......................................................................................
________________________________________________
وإذا قيل : أليس في صحة السَّلام حياة وحضور المسلَّم عليه وعدم موته وقربه للمسلِّم والإمام عليهالسلام قد فارق الحياة فكيف التوفيق في ذلك في هذه الزيارة .
الجواب : انّ ذلك متحقّق بالنّسبة إلى أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين فإنّهم أحياء عند ربّهم في بساط القرب ويرزقون بموائد العلم والمعرفة ، ويسقون من كأس المقرّبين يرون مقام شيعتهم ويسمعون كلامهم ، ويردّون سلامهم ، كما ورد في إحدى زيارات الإمام الرّضا عليهالسلام : « اَشْهَدُ بالله أَنَّكَ تَشْهَدُ مَقٰامي ، وَتَسْمَعُ كَلٰامي ، وَتَرُدُّ سَلامِي ، وَأَنْتَ حَيٌّ عِنْدَ رَبِّكَ مَرْزوق ... » (١) ، ويدلّ عليه من العقل براهين ساطعة ومن النقل اخبار كثيرة لائحة يطول الكلام بذكرها ، نذكر منها ما ورد في خطبة أمير المؤمنين عليهالسلام : « يا سلمان انّ ميتنا إذا مات لم يمت ، ومقتولنا إذا قتل لم يقتل ، وغائبنا إذا غاب لم يغب ، ولا نلد ولا نولد ولا في البطون ولا يقاس بنا أحد من النّاس » (٢) .
وعن أبي الحسن قال : سأل عن قول الله عزّ وجل : ( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) قال : إنّ أعمال العباد تعرض على رسول الله كلّ صباح وأبرارها وفجارها فاحذروا .
وعن أبي جعفر عليهالسلام : تعرض كلّ خميس على رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى أمير المؤمنين عليهالسلام ومن المعلوم والواضح لو لم يكونوا عليهمالسلام أحياء ما تعرض عليهم أعمال العباد ، وعرض الأعمال من شأن الأحياء لا الأموات .
__________________
(١) ضياء الصّالحين : ٢٦٧ .
(٢) مشارق أنوار اليقين ، لرجب البرسي : ٢٥٧ ، ط . بيروت .