ففي كامل الزيارات بإسناده عن كرام بن عمرو قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام لكرام : إذا أردت أنت قبر الحسين عليهالسلام فزره وأنت كئيب حزين شعث مغبّر فإن الحسين عليهالسلام قتل وهو كئيب حزين شعث مغبّر جائع عطشان .
وأمّا الثاني : أعني الوظائف التي تجب مراعاتها باطناً
قال الشهيد رحمهالله ، في الآداب : وثانيها : الوقوف على بابه والدعاء والاستيذان بالمأثور ، فإن وجد خشوعاً ورقّة دخل وإلّا فالأفضل له تحري زمان الرقّة ، لأن الغرض الأهم حضور القلب ليلقى الرحمة النازلة من الرب .
وقال : وتاسعها : إحضار القلب في جميع أحواله مهما استطاع ، والتوبة من الذنب والاستغفار والإقلاع ( أي البناء على ترك العود إلى الذنب بنية صادقة جازمة ) .
فإن المستفاد من الأحاديث هو لزوم تحصيل حضور القلب في الزيارة ، خصوصاً عند الاستيذان وقبل الزيارة وهي بأُمور : منها التفكر في عظمة صاحب القبر ، وأنه يرى مقامه ويسمع كلامه ويرد سلامه ، والتدبر في لطفهم وحبهم لشيعتهم وزائريهم ، والتأمل في فساد حاله وجفائه لهم عليهمالسلام بالتقصير عن أداء حقوقهم وحقوق شيعتهم ، والعمل بوظائفه بالنسبة إلى دينه وشرعه ، وأن يتمثل نفسه بحالات توجب له البكاء والرقة والحنين .