.......................................................................................
________________________________________________
وفي كمال الدين وتمام النعمة (١) عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ان الله تبارك وتعالى لم يدع الأرض إلّا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان ، فإذا زاد المؤمنون شيئاً ردهم وإذا نقصوا شيئاً أكمله لهم ، ولولا ذلك لالتبست على المؤمنين اُمورهم ، فكذلك فقهاء الشيعة فإنهم أيضاً هم الأنصار للدين بالتعليم والاشاعة والارشاد كما لا يخفى وكيف لا وقد اخذوا علمهم من الأئمة عليهمالسلام لا غيرهم حيث علموا أن الحق عندهم لا عند غيرهم ؟
وكيف كان فالنصرة لأهل البيت عليهمالسلام من الشيعة حيث اخذوا منهم دينهم كانوا مأمورين بنصرة الدين بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة الأئمة عليهمالسلام بتبليغ الأحكام وارشاد الناس والجهّال كل واحد منهم بحسب ما عنده من العلم والايمان يكون معداً نفسه لنصرة أهل البيت عليهمالسلام .
بقي شيء وهو : إنه لا ريب في ان النصرة للدين من الأئمة عليهمالسلام تكون بالأصالة وبالجعل الإلهي الذي منحهم به ، وأما بالنسبة إلى غيرهم فهو نصرة بالتبع حيث إنهم تابعون في العلم والأحكام والمعارف لأئمتهم عليهمالسلام ، ففي الحقيقة ان النصرة العلمية بل والعملية تكون منهم عليهمالسلام وما صدر من شيعتهم تكون بلحاظ متابعتهم للأئمة عليهمالسلام ، وذلك لأن قبول العمل وقبول النصرة لهم من أي أحد كان إنما يصح إذا كان مقرّاً بفضلهم عليهمالسلام ولولايتهم وتابع لامرهم في الدين فلا محالة تكون النصرة تبعية كذا قيل .
__________________
(١) ١ : ٢٠٣ .