.......................................................................................
________________________________________________
فمن أين يختار هؤلاء الجهّال ؟ إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء ، وإرث الأوصياء ، إنّ الإمامة خلافة الله عزّ وجل وخلافة الرسول ومقام أمير المؤمنين وميراث الحسن والحسين عليهمالسلام» (١) .
البِّرُ : ووصف الإمام بالبرّ بالفتح وهو البار العطوف المحسن ، لأنّه كما يطق على القدوة للناس المنصوب من قبل الله المفترض الطاعة على العباد ، كذلك قد يطلق على الداعي إلى الباطل الذي يقتدي به الجاهل ، كما في قول الصادق عليهالسلام لمّا سئل عن الشيخين ـ أبي بكر وعمر ـ فقال : كانا إمامين قاسطين كانا على الحقّ وماتا عليه فرحمة الله عليهما يوم القيامة ، فلمّا خلى المجلس قال له بعض أصحابنا : كيف قلت يابن رسول الله ؟ فقال : نعم ، أمّا قولي كانا إمامين فهو مأخوذ من قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ) ، وأمّا قولي عادلين فهو مأخوذ من قوله تعالى : ( ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) . وأمّا قولي : كانا على الحقّ فالحقّ عليّ عليهماالسلام ، وقولي ماتا عليه فالمراد به أنّهما لم يتوبا عن تظاهرهما عليه بل ماتا على ظلمهما إيّاه ، وأمّا قولي : فرحمة الله عليهما يوم القيامة ، فالمراد به أنّ رسول الله ينتصف له منهما خذاً من قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) .
وربما يطلق على الأعمّ كما قال تعالى : ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) (٢) .
التقي : التقي والمتّقي هو الذي يخاف الله ويخشاه بالغيب ، ويجتنب المعاصي ويتوقى المحرمات من التقوى ، والاتقاء هو الامتناع من الردى باجتناب
__________________
(١) راجع عيون أخبار الرضا ١ : ١٩٦ ، الباب ٢٠ ، ط . الشريف الرضي ـ قم .
(٢) سورة الإسراء : ٧١ .