ونقل عن شرح المواهب للزرقاني انّ الداعي إذا قال : اللّهم إنّي استشفع إليك بنبيك يا نبي الرحمة اشفع لي عند ربك ، استجيب له (١).
وقد روى الجمهور في أدب الزائر إنّه إذا جاء لزيارة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلميقول : جئناك لقضاء حقّك ، والاستشفاع بك ، فليس لنا يا رسول الله شفيع غيرك ، فاستغفر لنا واشفع لنا (٢).
كل هذه النصوص تدل على أنّ طلب الشفاعة من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلمكان أمراً جائزاً ورائجاً ، وذلك لأنّهم يرونه مثل طلب الدعاء منه ، ولا فرق بينها وبينه إلاّ في اللفظ ، وقد عرفت صحة إطلاق لفظ الشفاعة على الدعاء والاستشفاع على طلب الدعاء حتى أنّ صحيح البخاري عقد بابين بهذين العنوانين :
إذا استشفعوا ليستسقى لهم لم يردهم.
إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط.
فنرى أنّ البخاري يطلق لفظ الشفاعة والاستشفاع على الدعاء وطلبه من الإمام في العام المجدب من دون أن يخطر بباله أنّ هذا التعبير غير صحيح.
وعلى الجملة انّ طلب الشفاعة من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم داخل فيما ورد من الآيات التالية :
( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيمًا ) (٣).
( قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) (٤).
__________________
(١) نفس المصدر.
(٢) الغدير : ٥ / ١٢٤ ـ ١٢٧ ، وقد نقله عن جمع لا يستهان بعدتهم.
(٣) النساء : ٦٤.
(٤) يوسف : ٩٧ ـ ٩٨.