وهناك آيات أُخرى فسرت بالشفاعة وهذا الصنف وإن لم يكن في الصراحة في الموضوع كالآيات الماضية إلاّ أنّ الأحاديث فسرتها بالشفاعة وقد وردت هذه الأحاديث في المجاميع الحديثية وهذه الآيات عبارة عن ما نذكره :
١. ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ) (١).
قال في الكشاف : ومعنى المقام المحمود : المقام الذي يحمده القائم فيه وكل من رآه وعرفه وهو مطلق في كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات ، وقيل : المراد : الشفاعة وهي نوع واحد مما يتناوله اللفظ. وعن ابن عباس : مقام يحمدك فيه الأوّلون والآخرون ، وتشرف فيه على جميع الخلائق تسأل فتعطى ، وتشفع فتشفّع ، وليس أحد إلاّ تحت لوائك (٢).
وقال الطبرسي : أجمع المفسرون على أنّ المقام المحمود هو مقام الشفاعة وهو المقام الذي يشفع فيه للناس وهو المقام الذي يعطى فيه لواء الحمد فيوضع في كفه ويجتمع تحته الأنبياء والملائكة فيكون أوّل شافع وأول مشفّع (٣).
وقد روى السيوطي في الدر المنثور ( ج ٤ ص ١٩٧ ) والسيد البحراني في تفسير البرهان ( ج ٢ ص ٤٣٨ ـ ٤٤٠ ) أحاديث متضافرة حول الآية وكلّها تجمع على أنّ المراد من المقام المحمود هو مقام الشفاعة فلاحظها في تلك المراجع.
٢. ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلىً عَن مَوْلىً شَيْئاً وَلا هُمْ يُنصَرُونَ * إِلا مَن رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ
__________________
(١) الإسراء : ٧٩.
(٢) الكشاف : ٢ / ٢٤٣.
(٣) مجمع البيان : ٣ / ٤٣٥.