فإن قال قائل :
فلم جعلت تلك الحركة الفتحة؟ قيل : لأن الغرض بتحريكه أن تحصل له مزية على فعل
الأمر ، وبالفتح نصل إلى غرضنا كما نصل بالضم والكسر. إلا أن الفتح أخف الحركات
فوجب استعماله لخفته. ووجه آخر : وهو أن الجر لما منع الفعل ، وهو كسر عارض ،
والكسر اللازم أولى أن يمنع الفعل ، فلهذا لم يجز أن يبنى على الكسر ولم يجز أن
يبنى على الضم لأن بعض العرب تجتزئ بالضمة عن الواو فتقول في قاموا : قام ، قال
الشاعر :
فلو أن
الأطبا كان حولي
|
|
وكان مع
الأطباء الأساة
|
فلو بنى على
الضم لالتبس بالجمع في بعض اللغات فأسقط للالتباس ، وأسقط الكسر لما ذكرناه ، فلم يبق إلا الفتح فبني
عليه.
فإن قال قائل :
ما تنكرون أن يكون فعل الأمر مجزوما بلام محذوفة ، لأن الأصل في قم : لتقم والدلالة في ذلك قراءة النبي صلىاللهعليهوآله : (فَبِذلِكَ
فَلْيَفْرَحُوا) [يونس : ١٠ / ٥٨] فحذفت اللام والتاء ، وبقي الفعل مجزوما كما كان.
قيل له هذا
يفسر من وجوه :
__________________