الجمع تثبت في الوقف وليست كالتنوين يسقط في الوقف ، فلما كانت النون أقوى من التنوين لما ذكرناه ولأنها متحركة مع ذلك فلذلك لم يحذف كما حذف التنوين فيما قبل العشرين.
/ فإن قال قائل : فهلّا حذفتموها للإضافة كما تحذفونها من غير الأعداد للإضافة فقلت : عشرو درهم ، فكان هذا أخف؟
قيل : الذي منع من ذلك أن الأصل في قولهم [هو](١) عشرون من الدراهم ، ولا يجوز حذف النون ها هنا ؛ لأن الإضافة تصل إلى الحروف وهذا فاسد ، فلما حذفوا لفظ (من) اكتفوا بالواحد وهم يقصدون الأصل في المعنى وقد بينا أن الإضافة إلى الأصل مراعاة (٢). فلذلك ثبتت النون في العشرين إلى التسعين ولم يحذفوها.
واعلم أنك إذا أردت أن تعرف العشرين والتسعين فأنت مخير إن شئت أدخلت الألف واللام فقلت : عندي العشرون درهما وإن شئت أضفتها إلى مالكها وحذفت النون للإضافة فقلت : عشروك وثلاثوك.
واعلم أن ما بعد العشرين إلى التسعين لا يكون إلا نكرة لأنه تمييز ، فإذا أردت التعريف أدخلت الألف واللام على العشرين إلى التسعين فإذا بلغت العقد فوق التسعين وهي المئة لزمته الإضافة إلى ما بعده لأنه اسم مفرد ، وإنما فعلوا ذلك بالأسماء وألزموها وجها واحدا لأنها ليست كالصفة في معنى الفعل ، ولا التي شبهت به ، فإذا بلغت العقدين تركت التنوين أعني النون وأضفت وجعلت الذي يعمل فيه وتمييزه العدد من أي صنف هو واحدا. كما فعلت ذلك في الذي نونت إلا أنك تدخل فيه الألف واللام ؛ لأن الأول يكون به معرفة وذلك قولك : مئة درهم ، ومئة الدرهم ، وكذلك إن ضاعفت فقلت : مئتا درهم ، ومئتا الدينار ،
__________________
(١) زيادة ليست في الأصل.
(٢) كتبت في الأصل : مراعات.