الإعراب في آخر الاسم الثاني فبنيت الاسم الأول على الفتح إلا أن يكون في آخره ياء فتبنيه على السكون نحو : معدي كرب ، والوجه الثاني : أن تضيف وتجعل الإعراب في آخر الاسم الأول ، وإنما جاز الوجهان جميعا لأن أحد الاسمين غير الآخر فجاز أن تشبهه بالمضاف والمضاف إليه ، ولأن الاسمين جميعا هما لشخص واحد فيجوز أن تقدر الاسم الأول في حشو الكلمة الثانية ، فإذا صار الاسم الأول في تقدير بعض اسم وجب أن يبنى إذ كان بعض الاسم مبنيا. /
وإنما بني على الفتح لأن تركيب الاسمين اسما واحدا مستثقل فوجب أن يختار له أخف الحركات لثقله ، وإنما وجب أن يبنى الاسم الأول على حركة لأنه كان آخر الحروف حرف إعراب وحرف الإعراب يستحق الحركات [و](١) لما أزيل الإعراب لما دخله من البناء لم يخل من الحركة ؛ ليدل بحركته أنه مما استحق الإعراب إذ كان ياء قبلها كسرة لم يدخلها من الحركات إلا الفتح ، فلما كان حكم هذه الياء في حال الإعراب انقص رتبة من غيرها وكانت الحروف التي تستثقل فيها الحركات يبنى على الفتح وجب أن تنقص الياء رتبة من الفتح في هذه الحال ، وليس بعد الفتح انقص رتبة من السكون ؛ فلذلك ثبتت على السكون ، وبعض العرب يسكنها أيضا في حال الإضافة لتدلّ بإسكانها أنها مما يستحق السكون في حال البناء ومساغ الإضافة ، وهذه الأسماء غير واجب فجاز أن تعطى البناء لجواز الأمرين فيها.
واعلم أن الاسم الثاني إذا كان مما يعلم تنكيره انصرف في حال الإضافة نحو : بعلبك وحضرموت وأما معدي كرب فبعض العرب يصرف كربا وبعضهم لا يصرفه (٢) ، فمن صرف فلأن لفظه لفظ مذكر فحمله على أصل الأسماء من الصرف ، ومنهم من لا يصرف لأنه اعتقد في كرب أنه مؤنث.
__________________
(١) زيادة ليست في الأصل يقتضيها السياق.
(٢) انظر : ما ينصرف وما لا ينصرف ١٠٢ ـ ١٠٣.