ونقول :
إن لهذه الحادثة ، نظائر عديدة في حياة النبي الأكرم «صلىاللهعليهوآله». ولكن لا بأس بالتوقف قليلا في هذا المورد على الأقل. ونترك سائر الموارد إلى حصافة القارئ الكريم ، الذي سيكون قادرا على استنطاق نصوصها ، واستخراج معانيها ومراميها ، المناسبة لمقام النبوة ، وسياق الأحداث ..
فنقول :
لقد بشر النبي الكريم «صلىاللهعليهوآله» أصحابه بأن ما جاءت به هوازن من ظعن ، ونعم ، وشاء سيكون غنيمة للمسلمين .. وذلك على سبيل الإخبار الغيبي ، الذي هو من دلائل النبوة ، ومن أسباب زيادة اندفاع المؤمنين للقتال ، وتشكيك الأعداء بقدراتهم ، وبقوتهم ..
خصوصا : وأنه «صلىاللهعليهوآله» قد أخبر عن حصول هذا الأمر بالجملة الإسمية المفيدة للتحقق والثبوت ..
كما أنه قد تبسم قبل أن يتفوه بهذا الخبر المفرح لأهل الإيمان ، والمخيف والمحزن لأهل الكفر والطغيان ..
وهو تبسم يوحي بالثقة وبالرضا والإرتياح ، وذلك يزيد من رعب العدو ، ومن ثقة واندفاع الولي ، عوضا عن التوجس ، والترقب ..
وهو أيضا يحمل معه معنى الاستخفاف بالعدو ، والسخرية من قراره
__________________
لابن كثير ج ٣ ص ٦١٦ والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ١٠٩ وفيه : أن هذا الرجل هو ابن أبي حدرد نفسه.