وهذا هو السبب في أن وجود فقرة أو فقرات يتوافق وزنها مع وزن بعض الشعر لم يجعل هذه الفقرات من الشعر ، ولا يكون نقضا للقاعدة التي أطلقها القرآن حول الشعر والشعراء ، وحول القرآن ، والأنبياء. إدانة ورفضا ، وحلا ونقضا.
النبي صلىاللهعليهوآله يركض البغلة ، والعباس يكفها :
ونقرأ في الروايات المتقدمة : كيف أن النبي كان يركض البغلة نحو الكفار ، وكان العباس يكفها ، بعد أن ولى المسلمون مدبرين.
ومن الواضح : أن هذا الهجوم على الأعداء من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» من شأنه أن يرعبهم ، لا سيما وهم يرون أنه راكب على بغلة ، تقصر به عن بلوغ مراده في ساحة الحرب ، فاندفاعه الواثق والقوي هذا يجعل المشركين يحسبون ألف حساب لما يمكن أن يكون معتمده ، وما يريد أن يحققه. ولا بد أن يمنعهم ذلك من الإقدام والمغامرة ، أو هو على الأقل يوجب قدرا من التردد لديهم في ذلك ..
أما العباس فهو يكف البغلة عن الإسراع باتجاه العدو ، لأنه يرى أن من واجبه أن يحتاط للأمر ، ويحفظ حياته وحياة رسول الله «صلىاللهعليهوآله». وهو لا يلام في ذلك ، لأنه لا يقصد مخالفة الرسول ، ولا يريد إبطال تدبيره ..
على أن هذا الاندفاع من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كان لأجل أن يكون بالقرب من أخيه علي «عليهالسلام» ، الذي كان قد غاص في أوساط الأعداء ، حتى افتقده العباس ، وظن أنه تخلى عن موقعه ، وعن دوره ، فأطلق