الله عليه وآله».
ونقول في الجواب :
لعل السبب في هذا الإختيار هو :
١ ـ أن ذلك يدل على : أن ثمة شجاعة نادرة ، وثباتا لا مثيل له لدى رسول الله «صلىاللهعليهوآله». «لأن ركوب الفحولة مظنة الإستعداد للفرار والتولي. وإذا كان رأس الجيش قد وطن نفسه على عدم الفرار ، والأخذ بأسباب ذلك كان أدعى لاتباعه» (١).
٢ ـ إن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان قد وعد المسلمين النصر ، وأن يجعل الله ما جاؤوا به من أموال ، وأنعام وسواها ، غنائم للمسلمين. فإذا كان النبي «صلىاللهعليهوآله» يركب بغلة ، وليس فرسا ، وقد فر عنه جميع من كان معه وهم اثنا عشر ألفا ، أو أكثر ، أو أقل ، وقد أصبح هو وابن عمه علي «عليهالسلام» ، وربما بضعة أشخاص آخرين من بني هاشم وحيدين في بلاد الأعداء النائية ، وإذا كان اعداؤه الذين يهاجمونه هم أهل البلاد ، العارفون بمسالكها ، وفجاجها ، ومضايقها ، وهم على درجة كبيرة من الكثرة ، ووفرة العدد ، وحسن العدة ، حتى إن عددهم قد يصل إلى عشرين ألف سيف ، أو أزيد من ذلك.
وإذا كان قد تفرق عنه جيشه في تلك البلاد وتاه في أرجائها ، حتى لم يعد يمكن جمعه ، ولا الإعتماد عليه في تحقيق أي شيء يؤثر على مصير الحرب ..
فإذا كان الأمر على هذا الحال .. فإن المتوقع هو أن يغير النبي «صلى الله
__________________
(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٤٩ وفتح الباري ج ٨ ص ٢٦.