فكيف يمكن فهم هذا الأمر من الوقائع التي جرت له «عليهالسلام» في مهمته تلك؟
إن الإجابة على هذا السؤال قد تكون من خلال ملاحظة تنوّع العطاءات ، وتنوّع أسبابها ، حيث أظهرت : أن لروعات النساء ، وفزع الصبيان قيمة ، وأنه لا بد من أن تودى الأجنة إذا أسقطت في مثل هذه الحالات ، وأنه لا بد من بذل الأموال لإبراء ذمة الله ورسوله ، ولأجل ما يعلمون ، وما لا يعلمون .. وغير ذلك مما تقدم .. وتقدمت بعض الإشارات إلى وجوهه وأسبابه ..
وهي أمور لم تكن واضحة للناس ، بل هي قد لا تخطر لأحد منهم على بال ..
وهي تدل على : أنه «عليهالسلام» هو الذي يدرك أسرار الشريعة ، ودقائقها ، وكوامنها ، ويعرف أهدافها ، ومؤدياتها ..
ولعل مما يوضح ذلك : أنه «عليهالسلام» قد أعطى مالا أيضا من أجل أن يرضوا عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ليحفظ بذلك دينهم ، ويصون إيمانهم.
٢ ـ السعيد من أحب عليا عليهالسلام :
وقد بيّن «صلىاللهعليهوآله» للناس : أن حقيقة السعادة تنال بأمرين :
أحدهما : حب علي «عليهالسلام».
والمقصود هو : حبه «عليهالسلام» كما هو ، وعلى ما هو عليه ، وهو الذي يرضيه ما يرضي الله ، ويغضبه ما يغضبه ، فالسعيد هو من أحب عليا «عليهالسلام» حتى وهو يجري عليه وعلى أهله وولده أحكام الله تعالى ،