بالضرورة أن يكون الخبير بالحرب مؤهلا لقيادة الأمة في سائر شؤونها : السياسية ، والإقتصادية ، والإجتماعية ، ولا أن يكون قادرا على حل مشاكلها في سائر المجالات ، فضلا عن أن يكون أهلا لمقام الفتوى والقضاء ، وتربية الناس ، تربية صالحة ، وبث المعارف الصحيحة فيهم.
فإن الجواب عن ذلك هو :
أولا : إن تولية عتاب بن أسيد على مكة لا تختص بالأمور العسكرية ، بل هي لإدارة جميع الشؤون السياسية ، والإجتماعية ، وغيرها.
ثانيا : إن القيادة العسكرية هي من شؤون الحاكم أيضا .. فإذا كان أسامة ، وهو الشاب الذي قد لا يزيد سنّه على ثمانية عشر عاما ، أليق ممن يرشحون أنفسهم لخلافة النبوة ، ويكون هو الذي يصدر الأوامر إليهم ، ويدبر شؤونهم ، فما بالك بسائر الشؤون؟!
وكيف يمكن إثبات جدارة هؤلاء الناس لمقام خلافة النبوة ، في الأمور الأعظم أثرا ، والأكثر خطرا؟!
ثالثا : لو كان السن هو المعيار لقيادة الأمة ، لم يصح أن يبعث الله أحدا من الأنبياء ، والرسل ولا أنه يجعل أحدا من الناس رسولا أو حاكما للأمة إلا إذا كان أكبر الناس سنا .. ولبطلت نبوة نبينا «صلىاللهعليهوآله» ، لأن المفروض : أنه حين صار نبيا ، ثم حين صار رسولا كانت هناك فئات كبيرة من الأمة تكبره من حيث السن.
خلاصة وتوضيح :
إن عتاب بن أسيد قد أسلم يوم الفتح. وقد كان في المهاجرين المكيين ،