رأى في المنام : أن أسيدا والد عتاب واليا على مكة مسلما ، فمات على الكفر ، فكانت الرؤيا لولده ، كما تقدم مثل ذلك في أبي جهل وولده عكرمة.
ولما ولاه «صلىاللهعليهوآله» على مكة جعل له في كل يوم درهما ، فكان يقول : لا أشبع الله بطنا جاع على درهم في كل يوم.
ويروى : أنه قام فخطب الناس ، فقال : يا أيها الناس أجاع الله كبد من جاع على درهم. أي له درهم ، فقد رزقني رسول الله «صلىاللهعليهوآله» درهما في كل يوم ، فليست لي حاجة إلى أحد.
وعن جابر رضي الله تعالى عنه : «أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» استعمل عتاب بن أسيد على مكة ، وفرض له عمالته أربعين أوقية من فضة».
ولعل الدرهم كل يوم يحرز القدر المذكور : أي أربعين أوقية في السنة فلا مخالفة (١).
وستأتي مناقشة هذه الأقاويل إن شاء الله تعالى.
كتاب النبي صلىاللهعليهوآله للمكيين مع عتّاب :
وقالوا أيضا : لما حتم قضاء الله بفتح مكة ، واستوسقت له أمّر عليهم عتّاب بن أسيد ، فلما اتصل بهم خبره قالوا : إن محمدا لا يزال يستخف بنا حتى ولى علينا غلاما حدث السن ابن ثماني عشرة سنة ، ونحن مشايخ ذوي الأسنان وجيران حرم الله الآمن ، وخير بقعة على وجه الأرض.
وكتب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لعتاب بن أسيد عهدا على مكة
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٤ ص ١٠٥ و (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٥٩ و ٦٠.