ونقول :
إن اتهام ابن أبي سرح بالحياء لا يمكن أن يكون مرضيا ولا مقبولا ، فإن تاريخه يشهد بخلاف ذلك.
ولعل الصحيح هو : أنه كان لا يأتي النبي «صلىاللهعليهوآله» خشية من أن يقتل عنده ، وبإيماءة منه إلى بعض أصحابه ، لأنه يظن أنه «صلىاللهعليهوآله» إنسان غادر لا يؤمن جانبه. أي أنه يقيس النبي «صلىاللهعليهوآله» على نفسه ..
ويكفي أن نذكر : أنه يقتل حامل رسالة عثمان إليه ، فإنه حين جعله عثمان عاملا له على مصر ، وشكاه المصريون. أرسل عثمان إليه كتابا ينهاه فيه عما شكاه المصريون من أجله ، فأبى أن يقبل ما نهاه عنه عثمان ، وضرب بعض من أتاه به من قبل عثمان من أهل مصر حتى قتله .. فكان ذلك من أسباب خروج المصريين إلى عثمان .. وتطورت الأمور حتى قتل عثمان (١).
تبارك الله أحسن الخالقين :
وعن قولهم : إنه وافق ما أنزل الله ، حين قال : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ).
نقول :
إنه غير صحيح.
__________________
(١) الإمامة والسياسة (تحقيق طه محمد الزيني) ج ١ ص ٣٩ و ٥٥ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ٢٥٦ وقاموس الرجال ج ٥ ص ٤٦٧ والغدير ج ٩ ص ٨٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٩ ص ٤١٦ وتاريخ المدينة لابن أبي شبة ج ٤ ص ١١٥٨.