قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله [ ج ٢٣ ]

16/366
*

وجاءتني أم حكيم على هذا الأمر ، فجعلت تليح إلي وتقول : يا ابن عم ، جئتك من عند أبر الناس ، وأوصل الناس ، وخير الناس ، لا تهلك نفسك.

فوقف لها حتى أدركته ، فقالت له : إني قد استأمنت لك رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فأمنك.

فرجع معها ، وقالت : ما لقيته من غلامك الرومي ، وأخبرته خبره ، فقتله ، وهو يومئذ لم يسلم.

فلما وافى مكة قال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا ، مهاجرا ، فلا تسبوا أباه ، فإن سب الميت يؤذي الحي ، ولا يبلغ الميت» (١).

فجعل عكرمة يطلب امرأته يجامعها ، فتأبى عليه ، وتقول : أنت كافر وأنا مسلمة.

فقال : إن أمرا منعك مني لأمر كبير.

وقالوا : فلما رأى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عكرمة وثب إليه ـ وما على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» رداء ـ فرحا بعكرمة ، (زاد في بعض المصادر قوله : مرحبا بمن جاء مؤمنا مهاجرا) (٢) ، ثم جلس رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فوقف عكرمة بين يديه ، ومعه زوجته متنقبة ، فقال :

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٥٢ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٢ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٩٢ وكتاب التوابين ص ١٢٣ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٨ ص ٩ وكنز العمال ج ١٣ ص ٥٤٢ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤١ ص ٦٣.

(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٩٢ و (ط دار المعرفة) ص ٤٠ وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٩١ و ٩٢ وراجع : تحفة الأحوذي ج ٨ ص ٤.