وعن علي ، وأبي الدّرداء ، وعبد الله بن عمرو بن العاص قالوا (١) : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ ـ زاد عليّ : طلب شيئا من الزهد عجز عنه الناس ـ» [١٣٣٥٢].
وعن أبي الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ ، من سرّه أن ينظر إلى تواضع ـ وفي رواية : إلى زهد ـ عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذرّ» (٢) [١٣٣٥٣].
وعن مالك بن مرثد ، عن أبيه قال : قال أبو ذرّ : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«ما تقلّ الغبراء ، ولا تظلّ الخضراء من ذي لهجة أصدق ، ولا أوفى من أبي ذرّ ، شبه عيسى بن مريم». قال : فقام عمر بن الخطاب ، فقال : يا رسول الله ، أفنعرف ذلك له؟ قال : «نعم فاعرفوه له» [١٣٣٥٤].
وفي رواية أخرى عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم :
«فإذا أردتم أن تنظروا إلى أشبه الناس بعيسى بن مريم هديا وبرّا ونسكا فعليكم بأبي ذرّ» [١٣٣٥٥].
وعن علي بن الحسين عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء بعد النبيين والصدّيقين على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ ، ولا خيرا من عمر» (٣).
وعن ابن مسعود قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ أبا ذر ليباري عيسى بن مريم في عبادته. من سرّه أن ينظر إلى شبه عيسى بن مريم خلقا وخلقا فلينظر إلى أبي ذرّ» [١٣٣٥٦].
وعن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من نبي إلّا له نظير في أمتي : أبو بكر نظير إبراهيم ، وعمر نظير موسى ، وعثمان نظير هارون ، وعلي نظيري. ومن سرّه أن ينظر إلى عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذرّ الغفاري» [١٣٣٥٧].
__________________
(١) راجع الاستيعاب ٤ / ٦٤ (هامش الإصابة) ، وسير الأعلام ٢ / ٥٩ وطبقات ابن سعد ٤ / ٢٢٨.
(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ٢٢٨ أعلام النبلاء ٢ / ٥٩.
(٣) عقب أبو شامة بعده قال : أراد النبي صلىاللهعليهوسلم ـ والله أعلم ـ أن أبا ذر قد بلغ في مقام الصدق الدرجة العليا منه ، فليس أحد يفوقه في الصدق ، وهذا لا ينافي مساواة أحد له في ذلك.