إلّا أن تسلم ، فضرب لها أجل سنة ، فلما مضت السنة إلّا يوم جلست تنظر الشمس حتى دنت للغروب أسلمت ، وقالت : المستضعفة المستكرهة على دينها ودين آبائها ، فلما دخلت في الإسلام حسن إسلامها وفقهت في الدين ، فكانوا يعجبون منها ويقولون : هذه التي استضعفت واستكرهت؟ فقالت : تعجبون منّي ، عجبت منكم أشدّ من إعجابكم ، ألا سجنتم ، ألا ضربتم في الله؟ والله لو (١) ظهر الإيمان على دب أشعر لخالط الناس.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٢) قال : في الطبقة الثالثة : يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة (٣) بن زغب (٤) بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ، وهو أبو معن بن يزيد السّلمي ، الذي روى عنه أبو الجويرية ، قال : بايعت النبي صلىاللهعليهوسلم أنا وأبي وجدّي ، وخاصمت إليه ، فأفلجني ، وعقد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليزيد بن الأخنس يوم فتح مكة لواء من الألوية الأربعة التي عقدها لبني سليم ، سكن يزيد الكوفة بعد ذلك هو وولده ، وشهد معن بن يزيد يوم المرج ، مرج راهط.
أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عبد الله ، وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر (٥) ، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال :
ومن بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة (٦) بن قيس بن عيلان بن مضر : يزيد بن الأخنس ، يقول من ينسبه يزيد بن الأخنس ابن الحباب بن جرو (٧) بن زغب (٨) بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ، جاء في بعض الحديث : شهد بدرا (٩) ، وأبوه وابنه ، وليس المشهور عند أهل المغازي ، له حديث.
__________________
(١) الأصل وم : «ان» والمثبت عن «ز».
(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ٢٧٤.
(٣) الأصل وم : حرة ، والمثبت عن ابن سعد ، وفي «ز» : عزه.
(٤) كذا بالأصل وابن سعد ، وفي م و «ز» : «رعب» وتقدم : «زعب».
(٥) بعدها بالأصل فراغ بسيط ، وفيه ضبتان ، والكلام متصل في م و «ز».
(٦) إعجامها ناقص بالأصل وم ، وفي «ز» : «حفصة» خطأ.
(٧) كذا ورد هنا : «جرو» بالأصل وم و «ز» ، وفي الأخيرتين بدون إعجام.
(٨) كذا ورد هنا بالأصل و «ز» : زغب ، وفي م بدون إعجام ، وقد مرّ «زعب» بالعين المهملة ، وهو ما جزم به ابن ماكولا في الاكمال.
(٩) سقطت من «ز».