لبعض أهل البصرة تخاصم في ميراث ، وكانت حسنة الوجه ، فتبسم وكلمها ، فقال في ذلك عبد الصّمد بن المعذّل (١) :
ولمّا سرت عنها القناع متيّم |
|
تروّح منها العنبري متيّما |
رأى ابن عبيد الله وهو محكّم |
|
عليها لها طرفا عليه محكّما |
وكان قديما عابس الوجه كالحا |
|
فلمّا رأى منها السّفور تبسّما |
فإن يصب قلب العنبريّ فقبله |
|
[صبا باليتامى](٢) قلب يحيى بن أكثما |
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، قال : قرأت على علي بن أبي علي النصري ، عن أبي عمر بن حيوية ، نا الصولي (٣) ، نا الحسين بن فهم قال : كنت مع أبي عند يحيى بن أكثم ، وعنده سليمان الشّاذكوني ، فجعل يعارضه في كلّ شيء يقول ، فقال له يحيى : يا أبا أيوب ، لقد حدّثني سليمان بن حرب أن بعض مشايخ البصرة يكذب في حديثه ، فقال له سليمان : أعزّ الله القاضي ، ولقد حدّثني سليمان بن حرب أن بعض قضاة المسلمين يفعل فعلا عذّب الله تعالى عليه قوما.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر (٤) ، أخبرني الأزهري ، أنا محمّد بن العبّاس ، نا محمّد بن خلف بن المرزبان بن بسام المحولي ، حدّثني أبو العبّاس أحمد بن يعقوب قال : كان يحيى بن أكثم يحسد حسدا شديدا ، وكان مفتنا (٥) ، فكان إذا نظر إلى رجل يحفظ الفقه سأله عن الحديث ، فإذا رآه يحفظ الحديث سأله عن النحو ، فإذا رآه تعلم النحو سأله عن الكلام ، ليقطعه ويخجله ، فدخل إليه رجل من أهل خراسان ، ذكي ، حافظ ، فناظره فرآه مفنّنا (٦) ، فقال له : نظرت في الحديث؟ قال : نعم ، قال : فما تحفظ من الأصول؟ قال : أحفظ : شريك عن أبي إسحاق عن الحارث أنّ عليا رجم لوطيا ، فأمسك فلم يكلمه بشيء.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا الشريف
__________________
(١) الخبر والأبيات في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢١.
(٢) سقطت اللفظتان من الأصل ، ومكانهما بياض في م ، والزيادة عن تهذيب الكمال.
(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢١ ـ ٢٢.
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٥.
(٥) كذا بالأصل وم وتاريخ بغداد ، وفي المختصر : مفننا.
(٦) كذا بالأصل وم هنا : مفننا ، وفي تاريخ بغداد : مفتنا.