أنطقني الدهر بعد إخراس |
|
لنائبات أطلن (١) وسواسي |
يا بؤس للدهر لا يزال كما |
|
يرفع ناسا يحطّ من ناس |
لا أفلحت أمّة وحق لها |
|
بطول نكس وطول اتعاس |
ترضى بيحيى يكون سائسها |
|
وليس يحيى لها بسواس (٢) |
قاض يرى الحدّ في الزناء ولا |
|
يرى على من يلوط من باس |
يحكم للأمرد الغرير على |
|
مثل جرير ومثل عباس |
فالحمد لله كيف قد ذهب ال |
|
عدل وقلّ الوفاء في الناس |
أميرنا يرتشي وحاكمنا |
|
يلوط والراس شر ما راس |
لو صلح الدين واستقام لقد |
|
قام على الناس كل مقياس |
لا أحسب الجور ينقضي وعلى |
|
الأمة قاض من آل عباس |
قال الخطيب : ليس هذه الأبيات للرياشي ، إنما هي لأحمد بن أبي نعيم.
قال الخطيب (٣) : وأنا الحسين (٤) بن محمّد بن الحسن أخو الخلّال ، أنا إبراهيم بن عبد الله المالكي البصري ـ بجرجان ـ نا أبو إسحاق الهجيمي قال : سمعت أبا العيناء (٥) يقول : تولى يحيى بن أكثم ديوان الصدقات على الأضراء فلم يعطهم شيئا ، فطالبوه وطالبوه فلم يعطهم ، فاجتمعوا فلمّا انصرف من جامع الرصافة من مجلس القضاء سألوه وطالبوه ، فقال : ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء ، فقالوا : إن وقفنا معك إلى غد تزيدنا على هذا القول شيئا؟ فقال : لا ، فقالوا : لا تفعل يا أبا سعيد ، فقال : الحبس الحبس ، فأمر بهم فحبسوا جميعا ، فلما كان الليل ضجّوا ، فقال المأمون : ما هذا؟ فقالوا : الأضرّاء (٦) حبسهم يحيى بن أكثم ، فقال : لم حبسهم؟ فقالوا : كنوه فحبسهم ، فدعاه فقال له : حبستهم على أن
__________________
(١) بالأصل : أطلقن ، وفي م : «أطلقن» وكتب فوقها : «أطلق» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٢) الأصل : أسواس ، والمثبت عن م وتاريخ بغداد.
(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ١٩٤ ـ ١٩٥.
(٤) الأصل وم : الحسن ، والمثبت عن تاريخ بغداد ، وعنه يأخذ المصنف.
(٥) أبو العيناء ، اسمه محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر الهاشمي ، مولاهم ، ترجمته في سير الأعلام ١٣ / رقم ١٤٢.
(٦) الأضراء جمع ضرير ، وهو الذي فقد بصره.