مريم بزان ، فقال : ارجموه ، فلمّا أخذوا الحجارة قال : لا يرميه أحد عمل مثل عمله ، فالقوا ما في أيديهم إلّا يحيى بن زكريا.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا إسحاق بن أحمد ، نا إبراهيم بن يوسف ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان يقول : خرج عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا يتماشيان ، فصدم يحيى امرأة فقال له عيسى : يا بن الخالة (١) ، لقد أصبت اليوم خطيئة ما أظن أنه يغفر لك أبدا ، قال : وما هي يا بن خالة؟ قال : امرأة صدمتها قال : والله ما شعرت بها ، قال : سبحان الله بدنك معي فأين روحك؟ قال : معلق بالعرش ، ولو أنّ قلبي اطمأنّ إلى جبريل لظننت أني ما عرفت الله طرفة عين (٢).
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا علي بن عبد العزيز بن مردك ، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، نا أبو العبّاس عبد الله بن محمّد بن عمرو الغزي ـ بغزة الشام ـ قال : سمعت البويطي يقول : قال الشافعي : لا نعلم أحدا أعطي طاعة الله حتى لم يخلطها بمعصية إلّا يحيى بن زكريا ، ولا عصى الله فلم يخلط بطاعة ، فإذا كان الأغلب الطاعة فهو المعدل وإذا كان الأغلب المعصية فهو المجرّح (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي بن أبي الغبار ، قالا : أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا خالد بن مرداس ، نا إسماعيل بن عياش ، عن سليمان بن سليم ، عن يحيى بن جابر ، عن يزيد بن ميسرة قال : كان طعام يحيى بن زكريا الجراد وقلوب الشجر ، وكان يقول : من أنعم منك يا يحيى ، وطعامك الجراد ، وقلوب الشجر.
[أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيويه وأبو بكر محمد بن إسماعيل قالا : نا يحيى بن محمد بن صاعد ، أنا الحسين بن الحسن بن حرب ، أنا عبد الله بن المبارك (٤) ، أنا إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة الحمصي عن يحيى بن
__________________
(١) بالأصل وم : خالة ، والمثبت عن «ز».
(٢) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٦١ من طريق ابن أبي الحواري. وعقب ابن كثير بقوله : فيه غرابة ، وهو من الإسرائيليات.
(٣) كذا بالأصل ، وفي م : «المخرج» وفي «ز» : «المحرج».
(٤) الخبر رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص ١٦٥ رقم ٤٧٩.