مسيلمة ، وو الله ما أعرفه وبيده سيفه ورجل آخر من الأنصار يريده من ناحية أخرى وكلانا يتهيأ له حتى إذا أمكنتني (١) منه الفرصة دفعت إليه حربتي فوقعت فيه ، وشدّ (٢) الأنصاري يضربه ، فربك أعلم أيّنا قتله ، فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقتلت شرّ الناس (٣)(٤).
أخبرناه أعلى من هذا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد ابن إسحاق ، قال (٥) : فحدّثني عبد الله بن الفضل ، عن سليمان بن يسار ، عن جعفر بن أمية الضمري قال :
خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار مدربين في زمان معاوية ، فأدربنا (٦) مع الناس ، فلما قفلنا مررنا بحمص ، وكان وحشيّ مولى جبير بن مطعم قد سكنها ، فأقام بها ، فلما قدمناها قال لي عبيد الله بن عدي : هل لك أن تأتي وحشيا فتسأله عن قتل حمزة كيف قتله؟ قلت : إن شئت ، فخرجنا نسأل عنه بحمص ، فقال لنا رجل ونحن نسأله عنه : إنكما ستجدانه بفناء داره وهو رجل قد غلبت عليه الخمر ، فإن تجدانه صاحيا تجدا رجلا عربيا وتصيبا عنده ما تريدان من حديثه ، فتسألاه عما بدا لكما ، وإن تجداه وبه بعض ما يكون به فانصرفا عنه ودعاه ، فخرجنا نمشي حتى جئنا ، فوجدناه بفناء داره على طنفسة له ، فإذا شيخ كبير مثل البغاث ـ قال يونس : قال ابن إسحاق يعني بالبغاث الذكر من الرخم ، إذا هرم اسودّ ـ قال : وإذا هو صاح لا بأس به ، فسلّمت عليه ، فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدي فقال : ابن لعدي ابن الخيار أنت؟ قال : نعم ، قال : أما والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية حتى أرضعتك ، فإنّي ناولتها إيّاك بذي طوى وهي على بعيرها ، فأخذتك مني وأنت في عرضتك (٧) ، فلمعت لي قدماك حتى رفعتك إليها ، فو الله إن هو إلّا أن وقفت عليّ فرأيتهما
__________________
(١) الأصل وم و «ز» : أمكنني.
(٢) الأصل : وسيف ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٣) كتب بعدها في «ز» : آخر الجزء الحادي عشر بعد السبعمائة.
(٤) الخبر التالي أخر عن موضعه ، قدّمناه إلى هنا بما وافق ترتيب الأخبار في «ز» ، وم.
(٥) راجع سيرة ابن هشام ٣ / ٧٤ وما بعدها وأسد الغابة ٤ / ٦٦٢.
(٦) في السيرة : «فأدربنا». أي دخلنا الدروب ، وكل مدخل إلى الروم : درب.
(٧) العرضة : الجلد الذي يكون فيه الصبي إذا أرضع ويرى فيه وفي السيرة : بعرضيك : يعني بجانبيك ، وعرض الشيء : جانبه.