ضيف فلا تكلّف له ما لا تطيق ، وأطعمه من طعام أهلك ، والقه بوجه طلق ، فإنك إن تكلفت له ما لا تطيق أوشك أن تلقاه بوجه يكرهه (١).
أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد ابن خلف (٢) بن المرزبان ، نا بشر بن سعد الكوفي ، نا جعفر بن المضاء الأسدي ، عن ميمون ابن مهران قال : المروءة طلاقة الوجه ، والتودد إلى الناس ، وقضاء الحوائج (٣).
أخبرنا أبو بكر المقرئ (٤) ، أنا أبو (٥) الحسين بن المهتدي ، أنا أبو أحمد الدهان ، أنا أبو علي محمّد بن سعيد ، نا عبد الملك (٦) ، حدّثني (٧) أبي قال : كان ميمون صاحب ضيافة ، وكان له مولى يأكل معه ، يقال له زياد ، فيأتي الضيف فيؤتى له بالقصعة من الثريد فيقول : كل يا زياد فلعلك ليس عند أهلك (٨) غيرها ، يريد بذلك الضيف يسمع فلا يتكل ليأكل.
قال : وحدّثنا محمّد بن سعيد ، نا عمر (٩) بن يعقوب بن مردك ، حدّثني أيّوب ، حدّثنا عبد الله بن سليم ، نا أبو المليح ، عن ميمون قال : كتب إلى ابنه : أن أحسن معونة فلان ، واعطه من مالك ولا تسأل الناس ، فإن المسألة تذهب بالحياء.
قال : وحدّثنا محمّد بن سعيد ، حدّثنا عبد الملك الميموني ، حدّثني أبي ، نا عمرو قال : خرجت مع أبي من المسجد بعد صلاة المغرب ومعه رجل ، فدخل وترك الرجل ، فقلت : يا أبت ما كان يمنعك أن تعرض ـ يعني ـ عليه؟ قال : كرهت أن أعرض عليه أمرا لم يكن في نفسي (١٠).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان ، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أبو كريب ، نا خالد بن حيان ، نا عيسى بن كثير الأسدي الرقّي ، قال : مشيت مع ميمون بن مهران حتى أتى باب دار ومعه ابنه عمرو ، فلما أردت أن أنصرف قال له عمرو : يا أبة ألا تعرض عليه العشاء ، قال : ليس ذاك من نيتي.
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٨ / ٥٥٢.
(٢) الأصل : خالد ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٣) تهذيب الكمال ١٨ / ٥٥٢.
(٤) بالأصل وم : الأوفى ، والمثبت عن د.
(٥) قوله : «أبو بكر المقرئ ، أنا أبو» مكانه بياض في «ز».
(٦) في «ز» : عبد الله.
(٧) قوله : «حدثني أبي قال» مكانه بياض في «ز».
(٨) في «ز» : فليس عندك أشياء غيرها.
(٩) في «ز» : عمرو.
(١٠) تهذيب الكمال ١٨ / ٥٥٢.