على وجهها ، وخرّت لله ساجدة ، فقالت : ادع الله أن يجعلني زوجتك في الجنّة ، قال : ذاك إن لم تزوّجي (١) بعدي ، فإنّ المرأة لآخر أزواجها ، قالت : فأوصني. قال : لا تسألي الناس شيئا.
قال : ونا أحمد بن جعفر بن حمدان ، نا عبد الله بن أحمد ، نا علي بن مسلم ، نا سيّار ، نا جعفر ، نا أبو عمران الجوني أن موسى لمّا نزل به الموت جزع ثم قال : إني لست أجزع للموت ، ولكني أجزع أن ييبس لساني عن ذكر الله عند الموت ، قال : فكان لموسى ثلاث بنات فقال : يا بناتي إنّ بني إسرائيل سيعرضون عليكن الدنيا فلا تقبلن ، والقطن هذا السنبل فافركنه وكلنه وتبلغن به إلى الجنّة.
أنبأنا أبو الوحش بن المسلم ، وأبو تراب بن أحمد ، قالا : نا الخطيب ، أنا ابن رزقويه ، أنا ابن سندي ، أنا الحسن بن علي ، أنا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق ، عن جويبر ، عن أبي سهل ، عن الحسن.
أن موسى لمّا ودّع أهله وولده وأمّه ، أرسل إلى يوشع فاستخلفه على الناس ، وخرج إلى ملك الموت فقال له ملك الموت : يا موسى ، ما بدّ من الموت ، قال له موسى : فامض أمر الله فيّ ، قال : فخرجا من القرية ، فإذا هما بجبريل وميكائيل وإسرافيل قيام ينتظرونهما ، فمشوا جميعا حتى مرّوا بقبر عنده قوم عليهم العمائم البيض ، فلمّا كان منهم قريبا نفخت عليهم رائحة المسك ، فقال موسى : لمن تحفرون هذا القبر ، قالوا : لعبد يحبّه الله ويحبّ الله ، فقال : هل أنتم تاركي أنزل هذا القبر فأنظر إليه؟ قالوا : نعم ، فلمّا نزل ، فرجت له من القبر فرجة إلى الجنّة ، فجاءه من روحها وريحانها فاضطجع موسى في القبر ، ثم قال : اللهمّ اجعلني ذلك العبد الذي تحبّه ويحبك ، فقبض ملك الموت روحه ، ثم تقدّم جبريل فصلّى عليه ، ثم أهالوا عليه ما أخرج من القبر.
قال : وأنا إسحاق ، عن ابن سمعان عن من يخبره عن ابن عبّاس.
أن موسى كان يستظل في عريش ، ويأكل ويشرب في نقير حجر ، إذا أراد [أن](٢) يشرب كرع كما تكرع الدابة تواضعا لله ، وكان يلبس الصوف ، فخرج ذات يوم من عريشه
__________________
(١) الأصل وم ود ، و «ز» ، وفي الحلية : تتزوجي.
(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن د ، و «ز» ، وم.