«كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة» (١).
وفى حديث ابن إسحاق أن أسامة قال : أنظرنى يا رسول الله ، إنى أعاهد الله أن لا أقتل رجلا يقول : لا إله إلا الله أبدا (٢).
وغزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل من أرض بنى عذره ، وكان من حديثه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثه يستنفر العرب إلى الشام ، وذلك أن أم أبيه العاص بن وائل كانت امرأة من بلى فبعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليهم يستألفهم لذلك ، حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له : السلسل وبذلك سميت تلك الغزوة غزوة ذات السلاسل ، خاف فبعث إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح فى المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر وقال لأبى عبيدة حين وجهه : لا تختلفا. فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو : إنما جئت مددا لى. قال أبو عبيدة : لا ، ولكنى على ما أنا عليه وأنت على ما أنت عليه. فقال له عمرو : بل أنت مدد لى. فقال له أبو عبيدة وكان رجلا لينا هينا سهلا عليه أمر الدنيا : يا عمرو ، إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لى لا تختلفا وإنك إن عصيتنى أطعتك ، قال : فإنى الأمير عليك وأنت مدد لى. قال : فدونك. فصلى عمرو بالناس (٣).
وحدث (٤) رافع بن أبى رافع الطائى وهو رافع بن عميرة قال : كنت امرأ نصرانيا فلما أسلمت خرجت فى تلك الغزاة يعنى غزوة ذات السلاسل فقلت : والله لأختارن لنفسى صاحبا فصحبت أبا بكر فكنت معه فى رحله فكانت عليه عباءة له فدكية (٥) فكان إذا نزلنا بسطها وإذا ركبنا لبسها ثم شكها عليه بخلال له وذلك الذي يقول اهل نجد حين ارتدوا كفارا بعد موت النبيّ صلىاللهعليهوسلم ومبايعة الناس بعده لأبى بكر : أنحن نبايع ذا العباءة! جهلوا يومئذ أن فضل الكمال ليس فى ظاهر البهاء وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ، قال رافع : فلما دنونا من المدينة قافلين ، قلت : يا أبا بكر إنما صحبتك لينفعنى
__________________
(١) انظر الحديث فى : صحيح مسلم كتاب الإيمان (١٥٩) ، فتح البارى لابن حجر (١٢ / ١٩٦).
(٢) انظر : السيرة (٤ / ٢٤٦).
(٣) انظر الحديث فى : صحيح البخاري (٧ / ٣٦٦٢ ، ٤٣٥٨) ، دلائل النبوة للبيهقى (٤ / ٣٩٩ ، ٤٠٠) ، صحيح مسلم (٤ / ٨ / ١٨٥٦).
(٤) انظر : السيرة (٤ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨).
(٥) فدكية : منسوبة إلى فدك ، وهو موضع بالحجاز ، بينها وبين المدينة يومان وقيل : ثلاثة. انظر : معجم البلدان (٤ / ٢٣٨).