مما أتانى أن أحمد لامنى |
|
فيه فبت كأننى محموم |
يا خير من حملت على أوصالها |
|
عيرانة سرح اليدين عشوم |
إنى لمعتذر إليك من الذي |
|
أسديت إذ أنا فى الضلال أهيم |
أيام تامرنى بأغوى خطة |
|
سهم وتأمرنى بها مخزوم |
وأمد أسباب الردى ويقودنى |
|
أمر الغواة وأمرهم مشئوم |
فاليوم آمن بالنبى محمد |
|
قلبى ومخطئ هذه محروم |
مضت العداوة فانقضت أسبابها |
|
ودعت أواصر بيننا وحلوم |
فاغفر فدى لك والداى كلاهما |
|
زللى فإنك راحم مرحوم |
وعليك من علم المليك علامة |
|
نور أغر وخاتم مختوم |
أعطاك بعد محبة برهانه |
|
شرفا وبرهان الإله عظيم |
ولقد شهدت بأن دينك صادق |
|
حق وأنك فى العباد جسيم |
والله يشهد أن أحمد مصطفى |
|
متقبل فى الصالحين كريم |
فرم علا بنيانه من هاشم |
|
فرع تمكن فى الذرى وأروم |
غزوة تبوك (١)
وأقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمدينة بعد منصرفه عن عمرة الجعرانة ما بين ذى الحجة إلى رجب ثم أمر أصحابه بالتهيؤ لغزو الروم ، وذلك فى زمان عسرة من الناس وشدة من الحر وجدب من البلاد ، وحين طابت الثمار والناس يحبون المقام فى ثمارهم وظلالهم ويكرهون الشخوص على الحال من الزمان الذي هم عليه.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قل ما يخرج فى غزوة إلا ورى عنها وأخبر أنه يريد غير الوجه الذي يعمد إليه ، إلا ما كان من غزوة تبوك ، فإنه بينها للناس لبعد الشقة وشدة الزمان وكثرة العدو الذي يصمد له ، ليتأهب الناس لذلك أهبته ، فأمر الناس بالجهاز ، وأخبرهم أنه يريد الروم. فقال صلىاللهعليهوسلم ذات يوم وهو فى جهازه للجد بن قيس أحد بنى سلمة : «يا جد هل لك العام فى جلاد بنى الأصفر؟» فقال : يا رسول الله ، أو تأذن ولا تفتنى ، فو الله لقد عرف قومى أنه ما من رجل أشد عجبا بالنساء منى ، وإنى أخشى إن رأيت
__________________
(١) راجع هذه الغزوة فى : المنتظم لابن الجوزى (٣ / ٣٦٢) ، المغازى للواقدى (٣ / ٩٨٩) ، طبقات ابن سعد (٢ / ١ / ١١٨ ، ١١٩) ، تاريخ الطبرى (٣ / ١٠٠) ، البداية والنهاية (٥ / ٢) ، الكامل (٢ / ١٤٩).