إسماعيل ، قال : «هذا سبى بنى العنبر يقدم الآن ، فنعطيك منهم إنسانا فتعتقينه» (١).
فلما قدم بسبيهم ركب فيهم وفد من بنى تميم منهم ربيعة بن رفيع ، وسبرة بن عمرو والقعقاع بن معبد ووردان بن محرز وقيس بن عاصم ومالك بن عمرو والأقرع بن حابس وفراس بن حابس ، فكلموا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيهم فأعتق بعضا ، وأفدى بعضا ، وذلك هو الذي عنى الفرزدق بقوله (٢) :
وعند رسول الله قام ابن حابس |
|
بخطة سوار إلى المجد حازم |
له أطلق الأسرى التي فى حباله |
|
مغللة أعناقها والشكائم |
كفى أمهات الخالفين عليهم |
|
غلاء المفادى أو سهام المقاسم |
وغزوة غالب بن عبد الله الكليبى أرض بنى مرة وفيها قتل أسامة بن زيد حليفا لهم يقال له مرداس بن نهيك بن الحرقة من جهينة ، قال : أدركته أنا ورجل من الأنصار ، فلما شهرنا عليه السلاح قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، فلم ننزع عنه حتى قتلناه. هكذا ذكر ابن إسحاق فى حديثه (٣).
وخرج مسلم فى صحيحه عن أسامة بن زيد قال : فكف عنه الأنصاري وطعنته برمحى حتى قتلته ، فلما قدمنا بلغ ذلك النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : «يا أسامة ، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟» قلت : يا رسول الله إنما كان متعوذا ، فقال : «أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟!» فما زال يكررها على حتى تمنيت أنى لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم (٤).
وفى بعض طرق مسلم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لأسامة : «لم قتلته؟» قال : يا رسول الله ، أوجع فى المسلمين وقتل فلانا وفلانا وفلانا وسمى له نفرا وإنى حملت عليه فلما رأى السيف قال : لا إله إلا الله. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أقتلته؟» قال : نعم ، قال : «فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟» قال : يا رسول الله استغفر لى ، قال: «وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة!» فجعل لا يزيده على أن يقول:
__________________
(١) ذكره ابن حجر فى فتح البارى (٥ / ٢٠٤).
(٢) انظر الأبيات فى : السيرة (٤ / ٢٤٥).
(٣) انظر : السيرة (٤ / ٢٤٦) ، والحديث أخرجه الطبرى فى تاريخه (٢ / ١٤٢) ، المتقى الهندى فى الكنز (١٤٦٢).
(٤) انظر الحديث فى : صحيح البخاري (٥ / ١٨٣ ، ٩ / ٤) ، صحيح مسلم كتاب الإيمان (١٥٩) ، فتح البارى لابن حجر (١٢ / ١٩١) ، البداية والنهاية لابن كثير (٤ / ٢٢٢).