قال ابن إسحاق (١) : فلما انصرف عنه القوم بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى ، وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم فى الدين ، فكان مصعب يسمى المقرئ بالمدينة ، وكان منزله على أسعد بن زرارة بن عدس أبى أمامة ، وكان يصلى بهم ، وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض (٢).
إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير
على يدى مصعب بن عمير رضى الله عنه
ذكر ابن إسحاق عمن سمى من شيوخه (٣) أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بنى عبد الأشهل ودار بنى ظفر ، فدخل به حائطا من حوائط بنى ظفر ، فجلسا فيه واجتمع إليهما رجال ممن أسلم.
فلما سمع بذلك سعد بن معاذ (٤) وأسيد بن حضير (٥) وهما يومئذ سيدا قومهما بنى عبد الأشهل ، وكلاهما مشرك على دين قومه ، قال سعد لأسيد : لا أبا لك ، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا ، فإنه لو لا أن أسعد بن زرارة منى حيث قد علمت كفيتك ذلك ، هو ابن خالتى ولا أجد عليه مقدما.
__________________
ـ مسلم كتاب الحدود (٣ / ٤٣) ، مسند الإمام أحمد (٥ / ٣١٦) ، دلائل النبوة للبيهقى (٢ / ٢٤٦ ، ٢٤٧) ، مستدرك الحاكم (٢ / ٦٢٤).
(١) انظر : السيرة (٢ / ٤٣).
(٢) انظر الحديث فى : تاريخ الطبرى (١ / ٥٥٩) ، فتح البارى لابن حجر (٧ / ٢٦٤).
(٣) انظر : السيرة (٢ / ٤٤).
(٤) انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (٩٦٣) ، الإصابة الترجمة رقم (٣٢١٣) ، أسد الغابة الترجمة رقم (٢٠٤٦) ، طبقات خليفة (٧٧) ، التاريخ الكبير (٤ / ٦٥) ، الجرح والتعديل (٤ / ٩٣) ، تهذيب الكمال (٤٧٧) ، العبر (١ / ٧) ، تهذيب التهذيب (٣ / ٤٨١) ، خلاصة تذهيب الكمال (٦٣٥) ، شذرات الذهب (١ / ١١).
(٥) انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (٥٤) ، الإصابة الترجمة رقم (١٨٥) ، أسد الغابة الترجمة رقم (١٧٠) ، تجريد أسماء الصحابة (١ / ٢١) ، تهذيب الكمال (١ / ١١٣) ، تقريب التهذيب (١ / ٧٨) ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال (١ / ٩٨) ، الوافى بالوفيات (٩ / ٢٥٨) ، سير الإعلام (١ / ٢٩٩) ، تهذيب التهذيب (١ / ٣٤٧) ، الجرح والتعديل (٢ / ١١٦٣) ، الأنساب (١ / ٢٧٨) ، الرياض المستطابة (٢٩).