كذلك رواه عبيد الله بن الحجّاج بن منهال فيما.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا أحمد بن عبد الله ابن محمّد وكيل أبي صخرة ، نا عبيد الله بن الجرّاح بن منهال ، نا الحسين بن حفص ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم (١) عن أبيه.
أن عمر بن الخطّاب استعمل المغيرة بن شعبة على البحرين ، فكرهوه وأبغضوه ، قال : فعزله عنهم ، قال : فخافوا أن يردّه عليهم ، قال : فقال دهقانهم : إن فعلتم ما آمركم لم يردّ علينا ، قالوا : مرنا بأمرك ، قال : تجمعوا مائة ألف حتى أذهب بها إلى عمر ، فأقول : إنّ المغيرة اختان هذا ودفعه إليّ ، قال : فدعا عمر المغيرة ، فقال : ما يقول هذا؟ قال : كذب ، أصلحك الله ، إنّما كانت مائتي ألف ، قال : فما حملك على ذلك؟ قال : العيال والحاجة ، قال : فقال عمر للعلج : ما تقول؟ قال : لا والله ، لأصدقنّك أصلحك الله ، والله ما دفع إليّ قليلا ولا كثيرا ، قال : فقال عمر للمغيرة : ما أردت إلى هذا؟ قال : الخبيث كذب عليّ ، فأحببت أن أخزيه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي ، نا سلمة ابن بلال (٢) ، عن أبي رجاء العطاردي قال :
كان فتح الأبلّة (٣) على يدي عتبة بن غزوان في رجب أو شعبان سنة أربع عشرة ، فلمّا خرج عتبة إلى عمر قال للمغيرة بن شعبة : صلّ بالناس ، فإذا قدم مجاشع بن مسعود من الفرات فهو الأمير ، فلمّا هلك عتبة بن غزوان كتب عمر إلى المغيرة بن شعبة بولايته على البصرة ، فكان عليها باقي سنة خمس وست وسنة سبع عشرة حتى كان منه ما كان ، فعزله عمر.
__________________
(١) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (٤١ ـ ٦٠) ص ١٢١ ومن طريق حسين بن حفص رواه في سير الأعلام ٢ / ٢٦ ـ ٢٧.
(٢) من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٢٧.
(٣) الأبلة : بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة (راجع معجم البلدان).