أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج من باب البيت يريد الحجرة ، فسمع قوما يتراجعون في القدر : ألم يقل الله تعالى في آية كذا وكذا ، ألم يقل الله في آية كذا كذا ، ففتح رسول الله صلىاللهعليهوسلم باب الحجرة وكأنما فقئ في وجهه حب الرمان قال : «أبهذا أمرتم ، أبهذا عنيتم ، إنّما هلك من كان قبلكم بأشباه هذا ، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، أمركم الله بأمر فاتبعوه ، ونهاكم عن شيء فانتهوا عنه» ، فلم يسمع الناس أحدا بعد ذلك تكلم في القدر حتى كان زمن الحجّاج ، فكان أول من تكلم فيه معبد الجهني [١٢٣٦٧].
أخبرنا (١) أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي ، أنا المؤمّل بن الحسن ، نا الحسن بن محمّد الزعفراني ، نا يوسف بن عطية الصفّار ، نا قتادة ، عن أنس بن مالك فذكر نحوه ؛ وقال : حتى كان ليالي الحجّاج ، فأوّل من تكلّم فيه معبد الجهني ، فأخذه الحجّاج فقتله (٢).
رواه أبو الخطّاب زياد بن يحيى (٣) ، وعمر بن يزيد السّيّاري (٤) ، عن يوسف فقرنا بقتادة مطر الوراق وعبد الله بن فيروز الدّاناج ، وقالا في آخره : فأخذه الحجّاج ، فقتله.
فأمّا حديث زياد :
فأخبرناه أبو العزّ بن كادش ، أنا أبو الحسين بن حسنون النرسي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أبو طلحة أحمد بن محمّد بن عبد الكريم الفزاري ، نا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحسّاني ، نا يوسف بن عطية ، نا قتادة ومطر الورّاق ، وعبد الله الداناج ، عن أنس بن مالك.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج من باب البيت وهو يريد باب الحجرة ، سمع قوما يتراجعون بينهم في القرآن : ألم يقل الله في آية كذا وكذا ، ألم يقل الله في آية كذا وكذا ، قال : ففتح رسول الله صلىاللهعليهوسلم باب الحجرة ، وكأنّما فقئ على وجهه حب الرمان فقال : «أبهذا أمرتم ، أو بهذا عنيتم ، إنّما هلك الذين من قبلكم بأشباه هذا ، ضربوا كتاب الله ببعض ، أمركم الله بأمر ، فاتبعوه ، ونهاكم عن شيء فانتهوا».
قال : فلم يسمع الناس بعد ذلك أحدا يتكلم في القدر حتى كان ليالي الحجّاج بن
__________________
(١) كتب فوقها في د : ملحق.
(٢) كتب بعدها في د : «إلى».
(٣) هو زياد بن يحيى بن زياد بن حسان بن عبد الله ، أبو الخطاب النكري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٤١١.
(٤) أبو حفص الصفار عمر بن يزيد السياري ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ١٦٨.