أن سعد بن أبي وقّاص قال : ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحقّ من صاحب هذا الباب ـ يعني معاوية ـ.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا اللنباني (١) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أبو بكر التميمي ، والحسن بن يحيى ، قالا : نا عبد الرزّاق (٢) ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرّحمن ، نا المسور بن مخرمة.
أنه وفد على معاوية ، فلما دخلت عليه ـ حسبت أنه قال : سلّمت عليه ـ فقال : ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور ، قال : قلت : أرفضنا من هذا ، وأحسن فيما قدمنا له ، قال : لتكلّمني بذات نفسك ، قال : فلم أدع شيئا أعيبه عليه إلّا أخبرته به ، فقال : لا تبرأ من الذنوب ، فهل لك من ذنوب تخاف أن تهلكك انح لم يغفرها الله لك؟ قال : قلت : نعم ، يعني قال : فما يجعلك أحق بأن ترجو المغفرة مني ، فو الله لما إليّ من الصلاح (٣) بين الناس ، وإقامة الحدود ، والجهاد في سبيل الله ، والأمور العظام التي نحصيها والتي لا نحصيها أكثر مما نلي ، وإنّي لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات ويعفو عن السيئات ، وو الله على ذلك ما كنت لأخيّر بين الله وغيره إلّا اخترت الله على ما سواه ، قال : ففكرت حين (٤) قال لي ما قال ، فعرفت أنه قد خصمني ، قال : فكان إذا ذكره بعد ذلك دعا له بخير.
أخبرنا أبو الحسن المالكي ، نا ـ وأبو منصور المقرئ ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا القاضي أبو [بكر](٦) أحمد بن الحسن الحرشي (٧) ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم ، نا محمّد بن خالد بن خلي الحمصي ، نا بشر بن شعيب بن أبي (٨) حمزة ، عن أبيه ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره :
أنه قدم وافدا على معاوية بن أبي سفيان ، فقضى حاجته ، ثم دعاه فأخلاه ، فقال : يا
__________________
(١) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.
(٢) من طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١٤٢ ـ ١٤٣ وروي في أنساب الأشراف ٥ / ٥٣ (ط. دار الفكر ـ بيروت) وسير الأعلام ٣ / ١٥٠ ـ ١٥١.
(٣) مكانها بياض في «ز».
(٤) في «ز» : «ت حين» مكانها بياض في «ز».
(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١ / ٢٠٨.
(٦) سقطت من الأصل وبقية النسخ ، واستدركت عن تاريخ بغداد وقوله : «القاضي أبو بكر» مكانه بياض في «ز».
(٧) فوقها ضبة في م.
(٨) سقطت من تاريخ بغداد.