ابن سيار : نا عبد الله بن عثمان ، أنا عيسى بن عبيد الكندي ، نا عبد الملك الحنظلي (١) قال :
اجتمع أهل الشام بعد قتل عثمان ، فأرسلوا وفودا إلى عبد الله بن عمر ، وعلى الشام يومئذ معاوية بن أبي سفيان ، وما يرجوها ـ يعني الخلافة ـ قال : فلما قدموا على عبد الله بن عمر وقد اجتمع أهل الشام على أن رضي أن يبايعوه ، فقال عبد الله بن عمر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من أجلب فليس منا» ، فمعاذ الله أن أختار الدنيا على الآخرة ، فلمّا كرهها عبد الله بن عمر ويئسوا منه بايعوا معاوية [١٢٣٣٠].
أخبرنا أبو علي الحدّاد وغيره (٢) ـ إذنا ـ قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة ، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، نا يحيى بن عبد الباقي ، نا أبو عمير بن النحّاس ، نا ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب (٣) ، عن مطر الورّاق ، عن زهدم الجرمي قال :
كنا في سمر ابن عباس فقال : إني لمحدثكم بحديث ليس سرّ (٤) ولا علانية ، إنه لما كان من أمر هذا الرجل ما كان ـ يعني عثمان ـ قلت لعلي اعتزل ، فلو كنت في جحر طلبت حتى تستخرج ، فعصاني ، وأيم الله ليتأمّرنّ عليكم معاوية ، وذلك أنّ الله يقول : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً)(٥) لتحملنكم قريش على سنة فارس والروم ، وليتمنّنّ عليكم النصارى واليهود والمجوس ، فمن أخذ منكم بما يعرف نجا ، ومن ترك وأنتم تاركون كنتم كقرن من القرون هلك فيمن هلك.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السميساطي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله بن عبد السّلام مكحول البيروتي ، نا أبو الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي ، نا زيد هو ابن الحباب ، نا العلاء ابن جرير العنبري ـ من رهط سوّار القاضي ـ حدّثني رجل من أهل البصرة عن رجل من أهل الطائف قد أتى عليه أكثر من ثمانين سنة ، عن الحكم بن عمير الثّمالي ، وكانت أمه مريم بنت أبي سفيان بن حرب :
إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لأصحابه ذات يوم : «يا أبا بكر ، كيف بك إذا ولّيت؟» قال : لا
__________________
(١) في د : «الحنطي» وفي «ز» : «الحنطبي» وفي م : «الحنطلى» وفوقها ضبة.
(٢) مكانها بياض في م.
(٣) سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٣٩.
(٤) كذا بالأصل والنسخ : «سر» والوجه : «سرّا» بالنصب.
(٥) سورة الإسراء ، الآية : ٣٣.