وكان يركب العجل
المنصوبة على ظهور الأبالسة وينحدر من أعلى الصرح إلى الأرض ، ففرق الناس منه ،
فانحدر يوما فلما توسط الطبقة الثامنة اتصل بسام عليهالسلام : أن النمرود قد عزم على قتله ، فعمد إلى سماء عظيمة فيها
اسم الله الأعظم ، وهو : «اللهم ، أنت الراعي لعبادك ، وبعينك ما هم فيه وعليه
وما خرجوا إليه من الفتنة والغلبة من هذا ، فخذه بجريرته واكفنا أمره يا الله».
فأمر الله تعالى
الريح ، فأقبلت على الصرح فصار دكّا وأعقبه ظلمة شديدة ، ورجفة عظيمة ، فسقطوا على
وجوههم ، وأهلك الله تعالى النمرود ، وجميع من معه ، فأقاموا في الظلمة ثلاثا. ثم
لاحت لهم شعوب فيها نور يسير ، فتفرقوا وتفرقت ألسنتهم ، فلزم كل قوم شعبا بلغة
غير لغة الآخرين ، والريح تدفعهم من ورائهم حتى أخرجت كل فريق إلى ناحية من الأرض
، ثم نودوا : هذا موضعكم ، فأكثروا ، وأنموا وعمروا.
وأما بنو سام :
فخرجوا إلى اليمن
، إلى الشجر ، إلى حضر موت ، إلى خط الاستواء ، فمنهم العرب العاربة.
وخرج بنو حام :
إلى السند ،
والهند ، وبلاد السودان.
وبنو يافث :
إلى الشام ، فمنهم
: الروم ، والخزرج ، والترك ، والصقالبة ، والإفرنجة ، ويأجوج ، ومأجوج.
وبنو يحطان :
إلى الصين الأقصى
، وأقاصي المشرق ، فثبت كل قوم في موضعهم.
أول ملوك مصر بني عرناب بعد الطوفان
مصريم
قيل : إن أشراف
بنو حام ملوك القبط ، والهند ، وهم الحكماء ، وذلك أن بني آدم
__________________