وسميت باسم بانيها ، فكان اسمه : قسطنطين وهو من أول ظهور دين النصرانية.
نبذة من هدايا الملوك لبعضها
ومما ذكر في مرآة الزمان ، وما هو منقول من الاكتفاء في تواريخ الخلفاء :
فمن ذلك : ما أهداه يعقوب بن الصفار صاحب الأمير المعتمد على الله / من جملة ما أهداه مسجد فضة برواقين يسع من المصلين خمسة عشر نفرا محلى جميعه بالذهب مرصع بمعادن نفيسة ، لا تعلم له قيمة.
وطائفة من المعادن ، ومائة من عود هندي يقبل الختم ، وعدة بازات أحدهم أبلق ، ومائة مهر في غاية الحسن ، وتحف يطول شرحها.
هدية ملكة إفرنجة للأمير المكتفي بالله :
في سنة ثلاث وتسعين ومائتين أرسلت هدية لم يرسل مثلها أحد قبلها منها : خمسون سيفا لا يعلم لهم قيمة جفائرها ذهب وحمائلها مرصعة بنفائس المعدن. وخمسين رمح أسنتها ذهب. وخمسين فرسا من جياد الخيل سروجها ذهب مرصعين منها عشرة بلور خاص مرصعة بنفيس المعدن. وخمسين مملوك صقلي في سن واحد في غاية الجمال بأقبية الديباج الملون ، وخمسون جارية ، لم تقع العين على حسن واحدة منهن (١) ، بأقبية الديباج في آذنهن (٢) أقراط (٣) الذهب المرصع. وعشر كلاب لا تقف الأسود لها لعظيم سطوتها ، وست بازات ، وسبع صقور (٤) ، وخيمة حرير لها ثلاثة وعشرون بابا منسوجة من صفوف يخرج من صدف بحر عندهم يتلون كما يتلون الشفق ألوانا غريبة كلما (٥) علت الشمس وهب الريح يحير الناظر إليها في تلونها ، وثلاثة أطيار تشم السّم ، فإذا شموه صاحوا وخبطوا بأجنحتهم ، تجعلها الملوك (٦) على أسمطتهم ، وعدة خرز الواحدة منها تجذب النصل من داخل الجسد من غير ألم.
وكتاب من بعض ألفاظه : أن الأمير بينه وبين صاحب القسطنطينية صداقة ومحبة ، وذلك لعين الأمير أنه ملك عظيم ، فأرسلت هذه الهدية لأعرف الأمير أن ملكي أكبر من ملكه ، وسلطاني أعظم من سلطانه ، وجندي أكثر من جنده ، ومملكتي أربعة وعشرون
__________________
(١) في المخطوط : منهم ، وهو تحريف.
(٢) في المخطوط : أذانهم ، وهو تحريف.
(٣) في متن المخطوط : أقراض ، والتصويب من هامشه.
(٤) في المخطوط : سقور ، وهو تحريف.
(٥) في المخطوط : كما ، وهو تحريف.
(٦) في المخطوط : الملك ، وهو تحريف.