ذكر نبذة من قصة (١) سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وذلك مما أورده الكسائي :
قال الكسائي رحمهالله : كان نبي الله سليمان عليهالسلام إذا ركب البساط ، دعا الرياح الثمانية فيسقط بعضها فوق بعض ، ثم يبسط بساطه على الرياح الثمانية ، وكان من السندس الأخضر ، أخضر البطن ، أحمر الظهر ، أرسله (٢) الله له من الجنة. وكان طوله ثلاثمائة وستون فرسخا في عرض عشرة آلاف ذراع. وكان إذا ركبه جعل اللون الأخضر مما يلي الأرض ، فإذا رفع الناس إليه رؤوسهم يرونه على لون السماء (٣).
وكان يجلس على كرسيه وعن يمينه ويساره العلماء والأحبار من بني (٤) / إسرائيل على كراسي معدة ، وهو جالس في وسط البساط ، وزمام الريح بيده ، ويتغدى على مسيرة شهر ، ويتعشى على مسيرة شهر كما قال الله تعالى : (غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) [سبأ : ١٢] وكان إذا جلس على البساط بأعلى كرسيه يرى كل شيء (٥) عليه من الأنس ، والجن ، والشياطين ، والهوام وغيرهم. والطير تظله ولا يقف على مدينة إلا فتحها.
صفة الكرسي :
وكان مما عمله صخر الجني ، كان مفضضا باليواقيت واللؤلؤ والزبرجد ، وأنواع الجواهر ، وحفه بأربع نخلات من ذهب شماريخها من الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر ، وعلى رأس النخلتين الأخيرتين ... (٦) من ذهب بعضهما (٧) مقابل لبعض.
وجعل مقابل جنبي الكرسي أسدين من ذهب على رأس كل أسد منهما عمود من الزمرد الأخضر ، وعقد على النخلات أشجار كرم من الذهب عناقيدها من الياقوت الأحمر.
وكان سليمان عليهالسلام إذا أراد أن يصعد فوقه وضع قدميه على الوجه السفلي فيدور الكرسي كله كدوران الدب المسرعة وتنشر تلك النسور والطواويس أجنحتها ، ويبسط الأسدان أيديهما ويضربان الأرض بأذنابهما ، وكذلك يفعل الكرسي كلما صعد عليه سلمة يدور.
__________________
(١) في المخطوط : قصيدة ، وهو تحريف.
(٢) في المخطوط : أرسل ، وهو تحريف.
(٣) في المخطوط : اللون ، وهو تحريف.
(٤) تكررت هذه الكلمة في المخطوط فحذفت التكرار.
(٥) في المخطوط : كل على شيء ، ولفظ : على زائد فحذفته ليستقيم السياق.
(٦) كلمة لم أتبين قراءتها هذا رسمها : (لنران). ويحتمل أنها (نسران) حسب سياق النص بعد ذلك.
(٧) في المخطوط : عضهما ، وهو تحريف.