[لقاؤه لابن جماعة]
ولم أر في هذا
البلد ، مع شرفه واشتهاره من هو أهل لأخذ العلم عنه ، ولا معنيّا به ، إلّا شيخا
هو قاضي البلد ، يلقّب بدر الدّين وهو محمّد بن إبراهيم بن سعد بن جماعة ، له مجلس علم يدّرس فيه أوّل النّهار في المسجد ، عند
المحراب ، ومجلس سماع يروي فيه بعد صلاة الجمعة في قبّة الصّخرة ، وقد حضرت كلا المجليسن فلم أحل منهما بطائل ، وكلّمته في أشياء تخبّط فيها وتعسّف ، فلم
أجد من نفسي إذعانا للأخذ عنه على قلّة همّته في الرّواية ، إذ وجدته يروي عن
نظائره من أهل مصر ، ومن لا يزيد عليه في السّنّ إلا يسيرا ، إلى أخلاق وصف لي بها
تريب الأريب ، وتنفر النّسيب والغريب.
وله تواليف منها «اختصار
كتاب أبي عمرو بن الصّلاح في علوم الحديث» ، ومنها كتاب حذا فيه حذو السّهيليّ في كتابه «الإعلام بما
أبهم [١٢٤ / آ] في القرآن من الأسماء الأعلام » أغار فيه على الكتاب المذكور إغارة وسمّاه «غرر البيان في
مبهمات القرآن» ومنها كتاب «المسالك في علم المناسك» لم يأت فيه ببديع ،
ولا شقّ الظّلماء من بيانه صديع .
__________________