ووضيعهم ، من (١) بلغ الحلم منهم ، ليس على الشيخ الفانى ، ولا على الصغير الذي لم يبلغ الحلم ولا النساء (٢) شىء ، وعلى أن للمسلمين عليهم النزل لجماعتهم حيث نزلوا ، ومن نزل عليه ضيف واحد من المسلمين أو أكثر من ذلك ، كانت لهم ضيافة ثلاثة أيام مفترضة (٣) عليهم ، وأن لهم أرضهم وأموالهم ، لا يعرض لهم فى شىء منها.
فشرط هذا كلّه على القبط خاصّة ، وحصوا (٤) عدد القبط يومئذ خاصّة من بلغ منهم الجزية ، وفرض عليه الديناران ، رفع ذلك عرفاؤهم بالأيمان المؤكّدة ، فكان جميع من أحصى يومئذ بمصر أعلاها وأسفلها من جميع القبط فيما أحصوا وكتبوا ورفعوا (٥) أكثر من ستّة آلاف ألف نفس ، فكانت فريضتهم يومئذ اثنى عشر ألف ألف دينار فى كل سنة.
حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا ابن لهيعة عن يحيى بن ميمون الحضرمىّ ، قال : لما فتح عمرو بن العاص مصر ، صالح عن جميع من فيها من الرجال من القبط ممّن راهق الحلم إلى ما فوق ذلك ، ليس فيهم امرأة ولا شيخ ولا صبىّ ، فأحصوا بذلك على دينارين دينارين ، فبلغت عدّتهم ثمانية.
قال وحدثنى عبد الله بن صالح ، حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، أن المقوقس صالح عمرو بن العاص على أن يفرض على القبط دينارين دينارين على كل رجل منهم.
ثم رجع إلى حديث يحيى بن أيوب وخالد بن حميد ، قال : وشرط المقوقس للروم أن يخيّروا ، فمن أحبّ منهم أن يقيم على مثل هذا أقام على ذلك لازما له ، مفترضا عليه ممّن أقام بالإسكندرية وما حولها من أرض مصر كلّها ، ومن أراد الخروج منها إلى أرض الروم خرج ، وعلى أن للمقوقس الخيار فى الروم خاصّة ؛ حتى يكتب إلى ملك
__________________
(١) ك : والسيوطى وهو ينقل عن ابن عبد الحكم «ومن».
(٢) ك : والسيوطى وهو ينقل عن ابن عبد الحكم «ولا على النساء».
(٣) فى سائر المخطوطات : «مفترض».
(٤) ك : «وأحصوا».
(٥) رفعوا : (ب) ، (د) «دفعوا».