مصر ، كان إذا جرى النيل يترفّع فيه ، وعلى ذلك إنه لمقدّس من الجبل إلى البحر (١).
قال ويقال بل كان موقدا يوقد فيه لفرعون إذا هو ركب من منف إلى عين شمس وكان على المقطّم موقد آخر ، فإذا رأوا النار علموا بركوبه فأعدّوا له ما يريد ، وكذلك إذا ركب منصرفا من عين شمس. والله أعلم.
حدثنا هانئ بن المتوكّل ، عن ابن لهيعة ورشدين بن سعد ، عن الحسن بن ثوبان ، عن حسين بن شفىّ الأصبحى ، عن أبيه شفىّ بن عبيد ، أنه لما قدم مصر ـ وأهل مصر قد اتخذوا مصلّى بحذاء ساقية أبى عون التى عند العسكر ـ فقال : ما لهم وضعوا مصلّاهم فى الجبل الملعون ، وتركوا الجبل المقدّس! قال الحسن بن ثوبان : فقدّموا مصلّاهم إلى موضعه الذي هو به اليوم.
حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبى قبيل ، أن رجلا سأل كعبا عن جبل مصر ، فقال : إنه لمقدّس ما بين القصير إلى اليحموم*).
ذكر استبطاء عمر بن الخطّاب عمرو بن العاص فى الخراج
قال عبد الرحمن (٢) فلما استبطأ عمر بن الخطاب الخراج من قبل عمرو بن العاص كما حدثنا عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، كتب إليه : (٣) بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص ، سلام عليك ؛ فإنى أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ؛ فإنى فكرت (٤) فى أمرك والذي عليه ، فإذا أرضك أرض واسعة عريضة رفيعة ، قد أعطى الله أهلها عددا وجلدا وقوّة فى برّ وبحر ، وأنها قد عالجتها الفراعنة ، وعملوا فيها عملا محكما ، مع شدّة
__________________
(١) وعلى ذلك إنه لمقدس من الجبل إلى البحر : تحرفت فى طبعة عامر إلى «وعلى ذلك لمقدس من الجبل إلى البحر».
(٢) عبد الرحمن : زيدت من ك.
(٣) من هنا إلى قوله : «ما كان يعتذر منه» ص ١٨٩ من هذا الكتاب قارن بالسيوطى ج ١ ص ١٤٧ ـ ١٥٠.
(٤) د ، ك : «نظرت».