المؤمنين بالإسكندرية ، وقد نقضت الروم مرّتين ، فألزم الإسكندرية رابطتها ، ثم أجر عليهم أرزاقهم ، وأعقب بينهم فى كل ستّة أشهر.
حدثنا طلق بن السمح ، حدثنا ضمام بن إسماعيل المعافرى ، حدثنا أبو قبيل ، أن عتبة بن أبى سفيان عقد لعلقمة بن يزيد الغطيفى على الإسكندرية ، وبعث معه اثنى عشر ألفا ، فكتب علقمة إلى معاوية يشكو عتبة حين غرّر به وبمن معه. فكتب إليه معاوية : إنى قد أمددتك بعشرة آلاف من أهل الشام ، وبخمسة آلاف من أهل المدينة ، فكان فيها سبعة وعشرون ألفا*).
حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا ابن لهيعة ، أن علقمة بن يزيد كان على الإسكندرية ومعه اثنا عشر ألفا ، فكتب إلى معاوية : إنك خلّفتنى بالإسكندرية وليس معى إلا اثنا عشر ألفا ، ما يكاد بعضنا يرى بعضا من القلّة ، فكتب إليه معاوية : إنى قد أمددتك بعبد الله بن مطيع فى أربعة آلاف من أهل المدينة ، وأمرت معن بن يزيد السلمى أن يكون بالرملة فى أربعة آلاف ممسكين بأعنّة خيولهم ، متى يبلغهم عنك فزع يعبروا إليك.
قال ابن لهيعة : وكان عمرو بن العاص يقول : ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة.
ذكر من كان يخرج على غزو المغرب بعد عمرو
ابن العاص وفتوحه
معاوية بن حديج. قال : ثم خرج إلى المغرب بعد عبد الله بن سعد معاوية بن حديج التجيبى سنة أربع وثلاثين ، وكان معه فى جيشه عامئذ عبد الملك بن مروان ، فافتتح قصورا ، وغنم غنائم عظيمة (١) ، واتّخذ قيروانا عند القرن ، فلم يزل فيه حتى خرج إلى مصر ، وكان معه فى غزاته هذه جماعة من المهاجرين والأنصار.
حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا ابن لهيعة. وحدثنا يوسف بن عدىّ ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، نحوه عن ابن لهيعة ، عن بكير بن عبد الله ، عن سليمان بن يسار ، قال : غزونا إفريقية مع ابن حديج ومعنا من المهاجرين والأنصار بشر كثير ، فنفلنا ابن حديج النصف بعد الخمس ، فلم أر احدا أنكر ذلك إلّا جبلة بن عمرو الأنصارىّ.
وحدثنا يوسف بن عدى ، حدثنا ابن المبارك ، عن ابن لهيعة ، عن خالد بن أبى
__________________
(١) ب : «كثيرة».