أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن القاسم الطهراني ، وعبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق قالا : أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف ، أنا أحمد ابن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني عبد الرحيم بن يحيى ، نا عثمان بن عمارة ، عن محمّد بن خلف العمي ، عن مالك بن دينار قال :
كنت أطوف حول البيت فإذا أنا برجل يطوف شاخصا بصره إلى السماء وهو يقول : يا مقيل العاثرين أقلني عثرتي ، واغفر لي ذنبي ، فلمّا فرغ من أسبوعه تبعته فقلت : علّمني يرحمك الله ممّا علمك الله ، فقال لي : هل تعرف مالك بن دينار؟ قلت : نعم ، أوصني إلى مالك بما أحببت حتى أبلغه عنك ، قال : أقرئه السلام وقل له : اتّق الله وإياك والتغيير والتبديل ، فإنّك إن غيّرت هنت على رب العالمين ، ثم قل له : اتّق الله ، وعليك بالصبر والتجزي من الدنيا بالبلاغ ، وأن يكفّ غضبه ويكظم غيظه ، ويتجرّع المرار ، وأعلمه أنّ لله غدا مقاما يأخذ فيه من الحمى للقرباء ، ثم قل له : يحاسب نفسه ويتّقي الله ربه ، وقل له : إن الجنة طيبة ، طيّب ريحها عذب ماؤها لذيذ شرابها كثير زواجها لا كدر فيها ولا تنغيص ، ثم قل : إن النار منتن ريحها ، خبيث شرابها ، بعيد قعرها ، أليم عذابها ، أعدّها الله لأهل الكبر والخيلاء.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا إبراهيم بن حبيب ، نا هارون هو ابن عبد الله ، نا سيّار ، عن جعفر ، عن مالك بن دينار قال :
دخلت مكة فإذا أنا بجويرية متعبدة الليل أجمع ، تطوف حول البيت ، فكلّما طافت سبعة أشواط وقفت بحذاء الملتزم ثم تقول : يا ربّ كم من شهوة قد ذهبت لذتها وبقيت تبعتها أما كان لك عقوبة إلّا النار.
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد العلاف.
وأخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو الحسن العلاف ، قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، نا إبراهيم بن الجنيد ، نا عبد الله بن أبي بكر المقدمي ، نا جعفر بن سليمان الضّبعي ، قال : سمعت مالك بن دينار يقول :