ابن مروان ، نا محمّد بن عبد العزيز ، نا هارون عن سيّار ، عن جعفر ، عن مالك بن دينار أنه قال :
إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب ، كما أن البيت إذا لم يسكن خرب ، وقال : إذا لم يكن فيه من يسكنه ، وقالا : خرب.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا قال : قال محمّد بن الحسين : نا الصلت بن حكيم ، نا عامر بن يساف (١) ، عن مالك بن دينار قال :
الحزن حزنان : [فحزن](٢) حائل ، وحزن حامد رابغ (٣) ، فالحزن الحائل حسن ، وأحسن من ذلك ما حمد في البدن وريغ. فذاك لا يرى صاحبه إلّا كئيبا محزونا مغموما حيث ما رأيته يطلب قلبه ، لو علم أن قلبه يصلح على مزبلة لأتاها ، فذاك الحزن النافع.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أبو إسحاق الرياحي ، نا جعفر بن سليمان قال : سمعت مالك بن دينار يقول :
أربع من علم الشقاء : قسوة القلب ، وجمود العين ، وطول الأمل ، والحرص على الدنيا.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا (٤) أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي ، أنا محمّد بن عبد الله الصفّار ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثني الصلت بن حكيم ، حدّثني عبد الله بن مروان ـ وكان والله من الزاهدين في دار الدنيا ـ قال :
دخل مالك بن دينار المقابر ذات يوم ، فإذا برجل يدفن ، فجاء حتى وقف على القبر ، فجعل ينظر إلى الرجل وهو يدفن ، فجعل يقول : غدا مالك هكذا يصير ، غدا هكذا مالك
__________________
(١) بدون إعجام بالأصل ، والصواب ما أثبت ، ويقال : ابن عبد يساف. راجع تهذيب الكمال ٩ / ٣٨٠ وهو من استدراكات الحسيني في الاكمال.
(٢) استدركت عن هامش الأصل.
(٣) الرابغ : المقيم (تاج العروس : ربغ).
(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.