أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد (١) ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن علي البزاز (٢) ، أنا علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري ، نا أحمد بن محمّد الأسدي ، نا الرياشي ، نا أبو بكر بن أبي عون القري (٣) ، نا نجاد الضبّي قال :
دخل الأشتر مع ابن عباس على عائشة وهي في قصر بني خلف (٤) فقالت : أنت أردت قتل ابن أختي؟ فقال : معذرة إلى الله ، ثم إليك :
فو الله لو لا أني كنت طاويا |
|
ثلاثا لألفيت (٥) ابن أختك هالكا |
غداة ينادي والرجال تحوزه |
|
بأبعد صوتيه : اقتلوني ومالكا |
ونجاه مني أكله وشبابه |
|
وخلوة بطن لم يكن متماسكا |
فقالت : على أي الأمور قتلته |
|
أقتلا أتى أم ردّة لا أبا لكا |
أم المحصن الزاني الذي حل قتله (٦)؟ |
|
فقيل لها : لا بدّ من بعض ذالكا |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين [بن](٧) النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السري بن يحيى ، أنا شعيب بن إبراهيم ، أنا سيف بن عمر ، عن محمّد بن سوقة ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه قال (٨) :
إنّي لعند الأشتر يوما إذ قيل : هذه أم المؤمنين ترتحل ، فقال : اذهب فاشتر لي أغلى بعير بالبصرة ، فأنطلق فآخذ بعيرا بمائتي دينار (٩) ، فأجيء به فقال : انطلق هذا البعير فأبلغه عائشة واقرأها مني السلام ، وأخبرها أنه حملان ، ففعلت ، فقالت : اردده عليه ، أليس صاحبي
__________________
(١) مشيخة ابن عساكر ٢٣٦ / ب.
(٢) بدون إعجام بالأصل ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥١٤.
(٣) كذا رسمها بالأصل.
(٤) قصر بني خلف : بالبصرة ، ينسب إلى خلف آل طلحة الطلحات بن عبد الله بن خلف ... من خزاعة (معجم البلدان).
(٥) بالأصل : لألقيت.
(٦) أشار إلى قوله صلىاللهعليهوسلم في حديثه أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلّا بإحدى ثلاث ... وقد تقدم قريبا قبل أسطر.
(٧) استدركت على هامش الأصل.
(٨) الخبر في تاريخ الطبري حوادث سنة ٣٦ (٣ / ٥٩ ط. بيروت) باختلاف الرواية.
(٩) في تاريخ الطبري : بسبعمائة درهم.