على أنك تحدّثني كان أحب إليّ ، فقال لي : فاخرج ، قال : فخرجت معه ونزلت معه أو بقربه ، فكان يملي عليّ وربما قال : أريد أن أذهب إلى شيخ فتعال معي ، فأقول : منه ، اذهب واسمع ، فإذا رجعت فحدّثني أنت عنه ، قال : فكان يفعل ذلك ، قال لي عيسى : فكان الفريابي يرى أن سماعه أصح من سماع أصحاب سفيان ، قال : وقال عيسى ، وكان قدومي عليه أيام الفتن ، قبل خروج عبد الله بن طاهر إلى الشام ومصر ، فلمّا قدمت عليه جعل يتعجب ويقول : غررت بنفسك ، قال : ورأيت هيئته لا تشبه هيئة المحدثين ، فندمت على خروجي إليه ، فلما قررته وخضت معه وى؟؟؟ ا تحته (١) وجدت المخبر عن المنظر.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان ، نا أبي المفضل قال : وقبيصة والفريابي وأبو حذيفة ، وأبو أحمد ، وأبو عاصم كانوا لا يحكمون عن سفيان.
حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، وقرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي المعالي محمّد ابن عبد السّلام ، أنا علي بن محمّد بن خزفة ، أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة قال (٢) : سمعت يحيى بن معين وسئل عن أصحاب الثوري أيهم أثبت ، فقال :
هم خمسة : يحيى القطان ، ووكيع ، وابن المبارك ، وابن مهدي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، فأما الفريابي ، وأبو حذيفة ، وقبيصة بن عقبة ، وعبيد الله ، وأبو عاصم ، وأبو أحمد الزبيري ، وعبد الرزّاق ، وطبقتهم ، فهم كلهم في سفيان بعضهم قريب (٣) من بعض ، وهم ثقات كلهم دون أولئك في الضبط والمعرفة.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس قال (٤) : سمعت يحيى يقول :
قبيصة ، وأبو أحمد الزبيري ، ويحيى بن آدم ، والفريابي سماعهم من سفيان قريب من السواء (٥) قلت له : فأبو داود الحفري؟ قال : كان أبو داود خير من هؤلاء كلهم. وكان أصغرهم سنا.
__________________
(١) كذا.
(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٢.
(٣) الأصل : قريبا ، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٤) من طريق عباس بن محمد الدوري رواه المزي في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٦٢ وسير الأعلام ١٠ / ١١٦.
(٥) صورتها بالأصل : «ال؟؟؟ واء» والمثبت عن تهذيب الكمال وسير الأعلام.